تصل الكهرباء إلى أغلبية الناس في العالم بيسر وسهولة، إلا أن الأمر يختلف في بعض مناطق إفريقيا، حيث يفتقر كثير من سكان القارة إلى خدمات الكهرباء، ما دفع إلى إطلاق مشروع أكشاك تولد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتبيعها للناس.

تفتقر قرية نغزواني التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة الكينية نيروبي إلى خدمات الكهرباء.

ما دفع شركة في برلين إلى إيجاد حلّ بديل يهدف إلى إنتاج الطاقة عبر إقامة أكشاك تستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المناطق الريفية.

وتقدم هذه الأكشاك خدمات شحن الهواتف المحمولة إلى جانب إمكانية مشاهدة التلفاز، بينما يأتي آخرون للاستفادة من خدمة تبريد الأطعمة والأدوية بواسطة الثلاجات الموجودة في الأكشاك. كما تتيح إمكانية شراء مصابيح الإضاءة الشمسية والبطاريات فضلا عن بيع بعض المواد التموينية كالأرز والصابون مثلا.

الأمر الذي جعل من الأكشاك الشمسية مركز لقاء اجتماعي لسكان القرية حسبما تؤكد راشنا باتيل الشريكة المحلية في مشروع الأكشاك الشمسية الألماني في نيروبي.

إذ ترى أن هذا المشروع مهم جدا. فهو يخدم سكان القرية مباشرة فضلا عن استخدام إمكانيات الطاقة المتجددة.

وتأمل الشركة بناء المزيد من الأكشاك الشمسية، لذا تبحث راشنا بمساعدة فريق عمل مؤلف من ثمانية أشخاص عن مناطق ريفية مناسبة، إذ لابد من توفر معايير معينة في المناطق التي سيتم فيها بناء هذه الأكشاك حسبما يشرح زاشا كولبيك مدير تسويق مشروع الأكشاك الشمسية في برلين “يجب أن تكون المناطق خالية تماما من إمدادت الطاقة وأن يكون عدد الأسر التي تسكن في هذه المنطقة 300 أسرة على الأقل”.

وتشرف راشنا وفريق العمل على نصب الأكشاك الشمسية التي يتم تصنيعها في ألمانيا وإرسالها إلى كينيا. وتحظى المصابيح الشمسية بشعبية واسعة لدى سكان القرى التي يتم فيها بناء الأكشاك الشمسية. إذ تساعد هذه المصابيح الطلاب على الدراسة كبديل عن مصابيح الكيروسين التي تبعث الغازات الضارة.

توفير فرص عمل كثيرة
وتسعى المنظمة المحلية الشريكة إلى إيجاد موظف من سكان القرية للعمل داخل الكشك الشمسي، يتم تمليكه حق امتياز مشروع شركة الأكشاك الشمسية ويعمل على تفسير مهمة الأكشاك لسكان القرية.

أما الشروط الأساسية لاستلام هذه المهمة فهي القدرة على الكتابة والقراءة إلى جانب الإلمام بالقواعد الأساسية للحساب والقدرة على التحدث باللغة الانكليزية.

وغالبا ما يتم اختيار السيدات أو الشباب لأداء هذه المهمة. ويعمل في كل كشك حوالي 5 موظفين، ما يوفر فرص عمل كثيرة لسكان القرية أيضا.

وتهدف شركة الأكشاك الشمسية إلى تطوير مشروعها بالتوجه إلى بوتسوانا لبناء المزيد من الأكشاك الشمسية بعد أن نجحت في بناء 5 نماذج في كينيا و7 في إثيوبيا.

ويصل عدد الأشخاص الذين يعيشون دون خدمات الكهرباء في إفريقيا إلى 800 مليون شخص. ورغم صعوبة توفير الكهرباء في المناطق الريفية بسبب ارتفاع التكاليف، إلا أن القائمين على مشروع الأكشاك الشمسية يرون أن هذا المشروع هو طريقة جيدة تساعد الحكومة على تحقيق أهدافها في توفير خدمات الكهرباء في المناطق الريفية بدون زيادة في انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة.

DW.DE

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا