تنتج مدينة لاغوس كبرى مدن نيجيريا التي يقطنها عشرون مليون نسمة، عشرة آلاف طن من النفايات يومياً، والكثير منها يتراكم في الشوارع المزدحمة، أو يعوم في المجاري المفتوحة.

 لكن خطة جديدة بدأت تغيّر تصرف الناس حيال هذا الموضوع، من خلال توفير الحوافز المادية لإعادة تدوير العبوات البلاستيكية والأكياس والعلب المعدنية.

وتقول الباحثة النيجيرية التي أعدّت دراسات عن هذا الموضـــوع بيليكيس أديبي من جامعة ماساتشوستس الأميركية: «الناس يــــموتون من الفيضــانات، لأن المجاري مسدودة بسبب النـــفايات، فالناس يلقون نفايـــاتهم من دون الالتـــفات إلى أثر ذلك على صــحتهم وحيـــاتهم وإنتاجيتهــم».

وقررت أديبي أن تعود إلى مدينتها لاغوس لإنشاء شركة «ويسايكلرز» المعنية بجمع النفايات باستخدام دراجات هوائية ثم إعادة تدويرها، خصوصاً في مدن الصفيح المعدمة المحرومة من خدمات النظافة.

ووفق الموقع الإلكتروني لشركة «ويسايكلرز»، فإن 40 في المئة من نفايات لاغوس فقط تُجمع وتوضع في مكب ضخم مفتوح.

وتعمل الشركة، بالتعاون مع الوحدة الحكومية لإدارة النفايات المنشأة قبل عام ونصف العام وبمساندة بعض الممولين، على جمع النفايات، وتمكنت حتى الآن من جمع ألفي طن من خمسة آلاف وحدة سكنية.

واستُعين لهذه المهمة بدراجات هوائية حوّلها حرفيون نيجيريون إلى درّاجات ذات ثلاث عجلات، علق على كل منها إطار معدني يوثق به كيس للنفايات.

وبإمكان هذه الدراجات الفريدة أن تمر في الشوارع الضيقة التي لا تتّسع لشاحنات النفايات، خصوصاً في مدن الصفيح في الضواحي، ويقرع سائقوها أبواب البيوت لجمع الزجاجات وأكياس البلاستيك وعلب المأكولات المعلبة.

وتوزن النفايات عند جمعها، ويعطى الناس الذين جمعت منهم نقطة عن كل كيلوغرام، تتيح لهم الحصول على هدايا.

ويتيح جمع النقاط الحصول على هدايا عبارة عن أدوات منزلية أو مواد غذائية أو ملابس، ووصلت الهدايا في بعض الأحيان إلى مولد كهرباء، وهو هدية ثمينة جداً في بلد يعاني تياراً كهربائياً متقطعاً.

وتُجمع النفايات بعد ذلك في قطعة أرض في حي شعبي، ثم تفرز وتُباع للمصانع.

ونالت بيليكيس أديبي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي جائزة «كارتييه وومنز إينيشياتيف آوورد» المرموقة التي تكافئ أصحاب المشاريع من النساء عبر العالم.

 

 

الحياة 

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا