أول أكسيد الكربون غاز سام لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وهو ينتج عن عملية حرق الوقود كالبنزين أو أي مادة تحتوي على الكربون، وصيغته الكيميائية هي “CO”، وهو يؤثر على جميع الأشخاص من شتى الأعمار، وقد يكون مميتا.

وتحدث المشكلة عندما يتجمع غاز أول أكسيد الكربون في منطقة محصورة وسيئة التهوية أو مغلقة، إذ يدخل هذا الغاز إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي ويصل إلى الدم، وفيه يرتبط بجزيئات الهيموغلوبين الموجودة في خلايا الدم الحمراء مانعا إياها من الارتباط بالأكسجين -كما يفترض- ونقله إلى خلايا الجسم وأنسجته.

وبكلمة أخرى فإن أول أكسيد الكربون يخنق الجسم داخليا، فصحيح أن الرئتين تعملان ولكن الغاز السام يمنع خلايا الدم الحمراء من نقل الأكسجين، والنتيجة تكون الموت.

قصص محزنة
ولعلنا جميعا سمعنا تلك الحوادث عن عريسين اختنقا بمدفأة في ليلة زفافهما، أو عن الأطفال والكبار الذين قضوا اختناقا بدون أن يشعر ذووهم بهم في الحمام.

وتكمن الخطورة في التسمم بأول أكسيد الكربون في أن الضحية لا يشعر بشيء، وبالتالي لا تسنح له الفرصة للاستغاثة أو طلب النجدة.

“أول أكسيد الكربون يخنق الجسم داخليا، مع أن الرئتين تعملان ولكن الغاز السام يمنع خلايا الدم الحمراء من نقل الأكسجين، والنتيجة تكون الموت”
وجميع الأشخاص عرضة للتسمم بهذا الغاز السام، وبشكل خاص الأجنة في بطون أمهاتهم عبر تسمم أمهاتهم بالغاز، والرضع والأطفال والمسنون، والأشخاص المصابون بأمراض في القلب أو فقر الدم أو مشاكل الجهاز التنفسي.

ووفقا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، تشمل مصادر غاز أول أكسد الكربون:
استخدام معدات تدفئة -مثل الصوبات- سيئة الصيانة.

استعمال أدوات تدفئة تفتقد التهوية الكافية، مثلا صوبات السولار أو الكاز التي لا تكون موصولة بأنبوب تهوية (مدخنة) ينقل مخلفات الاحتراق إلى خارج المنزل. وينطبق هذا أيضا على الغاز الذي يستخدم لتسخين الماء.

السيارات والمحركات التي يتم تشغيلها في مكان مغلق، مثل التي تشغل في المرآب.

الطباخات المنزلية التي تعمل بالغاز.

الشوايات التي تعمل بالفحم.

المواقد التي تعمل بالخشب.

الحرائق بأنواعها وخاصة التي تكون في مكان محصور مثل حرائق المنازل، والحرائق في مناجم الفحم.

الأعراض
صداع
دوخة
غثيان
قيء
غيبوبة
الموت

الآثار البعيدة المدى
ضرر دائم في الدماغ.

أذى في أنسجة القلب قد تظهر آثاره بعد سنوات.

يؤدي التعرض لغاز أول أكسيد الكربون -بمستويات متوسطة إلى مرتفعة- إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك وفقا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.

الأشخاص الذين يقدر لهم النجاة من التسمم بغاز أول أكسيد الكربون قد يعانون مشاكل صحية طويلة الأمد.

الإسعافات الأولية
إذا شككت في أن أحدا يعاني من التسمم بأول أكسيد الكربون فعليك مباشرة نقله إلى مكان جيد التهوية والاتصال بالإسعاف.

الوقاية
إياك أن تركب سخان الماء بالغاز في الحمام.

المكان الصحيح لتركيب السخان بالغاز هو خارج المنزل على الشرفة مثلا، وهذا يضمن أن نواتج الاحتراق الغازية تخرج إلى الهواء الطلق خارج المنزل.

إذا أردت تركيب السخان داخل المنزل فيجب أن تصل به أنبوبا خاصا لنقل نواتج الاحتراق إلى خارج البيت (أنبوب مدخنة)، وإياك أن تركب السخان بدون هذا الأنبوب.

مرة أخرى لا تركب السخان في الحمام حتى لو كان موصولا على أنبوب مدخنة، فالحمام صغير وقد يؤدي أي تسرب من الأنبوب إلى اختناق الشخص الذي في الحمام.

افحص أنبوب المدخنة بشكل دوري وتأكد أنه مفتوح، كما تأكد من عدم وجود ثقب فيه تتسرب منه الغازات إلى داخل المنزل.

إذا كان لديك مرآب مغلق للسيارة فاحرص على فتحه قبل أن تشغل المحرك، حتى لا يتجمع الغاز في المرآب ويخنقك وأنت في غفلة، أو يخنق الموجودين فيه.

قم بعمل صيانة دورية لجميع الطباخات والمدافئ.

هناك أجهزة استشعار لقياس مستوى غاز أول أكسيد الكربون في المنازل، بإمكانك أن تركبها في الغرف.

الجزيرة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا