حدائق الحيوان عامة كانت أو خاصة هي متنزهات تعرض حيوانات برية في بيئة تشبه بيئة الحيوان الطبيعية في محاولة لتخفيف الملل الذي تصاب به تلك المخلوقات بسبب أسرها، بنظرة عامة لا يمكن الجزم بأن كل حدائق الحيوان سيئة فنحن نرى أن هناك حدائق يتضح فيها ما يدل على حسن العمل والتفاني والرغبة في التطوير مع أهداف حفظ واضحة المعالم وهي لذلك تستحق الدعم، في الوقت نفسه نرى حدائق مروعة ولا نعتقد بأنها تخدم المصالح الفعلية للحيوان دون التحول الجدري في سياستها.

أنشئت تلك الحدائق في فترات من الزمن لغرض التسلية والترفيه فتطورت الأفكار بمرور الزمن لتكون منابر علمية ومراكز بحثية في مجالات علوم الحيوان المختلفة فألحقت بها المكتبات والمتاحف والمعامل المتخصصة بالتزامن مع تطوير وتأهيل خبرات العاملين بها بمختلف تخصصاتهم لمواكبة التطور الحاصل في خطط وأغراض حفظ الحيوانات البرية بالأسر.مواكبة ذلك التطور والذي لا يمكن عزله عن المهددات التي تواجهها بعض الأنواع في بيئاتها الطبيعية وظهور الاتفاقيات والمعاهدات والاتحا
دات الدولية كل ذلك أفرز هدف جديد لتلك المؤسسات هو حماية هذه الأنواع بإنجاح ولادتها بالأسر وإعادتها لبيئاتها الطبيعية لموازنة تسارع ظاهرة انقراضها بالطبيعة بأسباب لعب الإنسان دور أساسي فيها بأفعاله المقصودة والغير مقصودة.يعلم القائمون على حدائق الحيوان بمدى تأثير ظروف الأسر على سلوك الحيوانات البرية بسبب مزايا الرعاية الكاملة التي تحصل عليها وبسبب الظروف المحيطة بتلك الأنواع والتي قد تتحول إلى عيوب تؤثر في حاجياتها البيولوجية والعضوية والنفسية والاجتماعية والتي تعد حقائق أساسية تلزم المستشارين والمتخصصين بتلك الحدائق وضعها في أولويات حساباتهم وتوظيف خبراتهم في إحداث التغيرات اللازمة في حينها لإبقاء تلك الحاجيات في معدلاتها الطبيعية.

إن عجز بعض حدائق الحيوان في عالمنا العربي بصفة خاصة ودول العالم الثالث بصفة عامة عن مواكبة التطورات الإدارية والفنية المستمرة في مجال حفظ الحيوانات البرية جعلها تتعرض إلى النقد من الهيئات الدولية المتخصصة التي اعتبرت تلك الحدائق سيئة لأنها لا تطبق المواصفات والمعايير العالمية لحماية ورعاية تلك الأنواع التي تحتفظ بها في حدائقها والتي منها أعداد الحيوانات وعدم تناسبه مع المساحة المخصصة للإيواء – قصور و إهمال في برامج التغذية والرعاية الصحية – سوء معاملة الحيوانات – عدم تطابق خبرات ومؤهلات العاملين للأعمال المنسبة إليهم – تدنى شروط السلامة العامة للرواد والحيوانات – إهمال في سجلات وبطاقات التربية.

إن عشاق عالم الحياة البرية ومناصري حقوق الحيوان يطالبون بتصحيح أوضاع تلك المؤسسات والتي ندعمها بتحفظ ونقول لمن تولوا أمر تلك الحدائق إن شطب عضويتنا من المؤسسات العالمية وقفل بعض حدائقنا ومصادرة حيوانات البعض منها لا يعكس ثقافة شعوبنا وأنه ليس من التثقيف بشيء أن نستمر في رؤية حيوانات تعاني في أقفاص قذرة وغدائها ومائها وسخاً يعكره البراز.

الكاتب: ابراهيم القهواجي

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا