بدأت الاثنين في برشلونة الاجتماعات التحضيرية النهائية لقمة كوبنهاغن حول تغيير المناخ، والتي ستعقد بنهاية العام الحالي.

ويشارك في الاجتماعات، التي تستمر حتى السادس من الشهر الحالي، ممثلون عن 175 دولة، لمناقشة التغير المناخي الذي بات حقيقة بادية للعيان، ويتحمل البشر  العبء الأكبر من مسؤولية تنامي ظاهرة الاحتباس الحرارية.


وتتمثل الظاهرة في ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع منسوب البحار والمحيطات نتيجة ذوبان الجبال الثلجية العملاقة في المنطقة القطبية وكذلك إزدياد ظاهرة التصحر، إضافة إلى تزايد وتيرة الكوارث البيئية.

وصرح ايفو دوبور الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بأن الوقت قد نفد تقريبا أمام كسر الجمود إزاء توصل الأمم المتحدة إلى اتفاق حول تغيير المناخ، خلال قمة كوبنهاغن الشهر المقبل.

وأضاف دوبور أن محادثات برشلونة الحالية يجب أن تحقق تقدماً حقيقياً وأن تضع أساسا قويا للنجاح في كوبنهاغن.”

وأوضح أن القمة القادمة في الدنمارك يجب أن تتوصل إلى اتفاق قوي فيما يتعلق بأربع قضايا أساسية: “أولا، يجب على الدول الغنية أن تحدد أهدافا طموحة لتخفيض انبعاثات الغازات، على المستوى الفردي، وكمجموعة.”

“ثانيا، الدول النامية، وعلى وجه الخصوص الاقتصادات الكبرى الناشئة يجب أن تحدد ما الذي ستقوم به لتقليص تزايد انبعاثاتها، مع حصولها على الدعم.”

“وثالثا، يجب أن تعلن الدول الصناعية عما ستقوم به لتوفير التمويل الكبير وتوصيل التكنولوجيا لمساعدة الدول النامية في التحرك.”

“ورابعا، هيكل إداري يتولى إدارة ونشر الأموال، يعكس الحقائق الاقتصادية والسياسية المعاصرة، من خلال اعطاء كافة الأطراف فرصا متساوية للتعبير”، وفق الأمم المتحدة.”

وأشار دوبور إلى أن أكثر من مائة من زعماء العالم قد تعهدوا في قمة المناخ التي عقدت في نيويورك في شهر أيلول/سبتمبر الماضي بالعمل على إنجاح قمة كوبنهاغن.

وأكد المسؤول الأممي على أن اجتماعات برشلونة الحالية يجب أن تعمل على التغلب على الإنقسامات حول فرض قيود على انبعاثات غازات الدفيئة بين الدول الغنية والفقيرة، ويجب أن تتمكن من توفير مليارات الدولارات لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة آثار الاحتباس الحراري.

وأشارت أدلة حديثة بشأن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، أن جليد القطب الشمالي سيختفي تماماً أثناء فصل الصيف خلال العقد القادم.

وكشفت أدلة جمعها المكتشف البريطاني، بن هادو وطاقمه، ان متوسط سُمك الجليد الذي يغطي القطب الشمالي يبلغ 1.8 متراً، ما يعني أنها طبقة تكونت أثناء فصل شتاء عام واحد وليس “طبقات متعددة” تراكمت عبر السنوات، كما هو الحال في السابق.”

وتأتي الاستنتاجات البريطانية بعد أقل من شهرين من دراسة أمريكية مستفيضة، نشرت في أغسطس/آب الماضي، حذرت من أن المناطق الجليدية حول العالم تذوب بمعدل مثير للقلق ووتيرة تفوق كافة التوقعات السابقة، في دلالة واضحة للعيان على تسارع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض.

وخلصت وكالة “المسح الجيولوجي” الأمريكية، في دراسة لها استغرقت 50 عاماً، بأن الجبال الجليدية الكبيرة الثلاثة في “ألاسكا” و”واشنطن”  ذابت وانكمشت بشكل كبير، وهي إشارات واضحة على ارتفاع درجة حرارة الأرض.

BBC

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا