ارتفع حجم الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة المتجددة إلى 243 مليار دولار خلال عام 2010 بزيادة بلغت خمسة أضعاف استثمارات عام 2009 وذلك حسب إحصاءات شركة نيو إنيرجي فاينانس. غير أن الاستثمارات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي تواجه تحديات أهمها تطوير السياسات الخاصة بهذا القطاع والأطر التنظيمية وقوى السوق الاقتصادية وذلك وفق تصريحات مسؤولين بارزين في صناعة الطاقة المتجددة شاركوا في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2011. وشهد منتدى التمويل والاستثمار الذي عقد اليوم 20 يناير 2011 في أبوظبي تحت مظلة القمة العالمية لطاقة المستقبل 2011 مشاركة شخصيات رفيعة المستوى تمثل الحكومات وأسواق رأس المال في حوارات تفاعلية بناءة حول تحديات الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
وقدم الدكتور فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في الوكالة الدولية للطاقة في فرنسا في كلمة المنتدى الافتتاحية تقييما حول الاستثمارات الحالية والمستقبلية في قطاع الطاقة المتجددة وتطرق الى بعض التحديات التي يواجهها هذا القطاع.

وقال بيرول ان التحدي الرئيسي الذي فرضته الأزمة الاقتصادية العالمية انتهى الآن لكن التعافي التام يواجه تهديد عدم وجود توازن بين التكلفة وإمدادات النفط .. فأسعار النفط المرتفعة تعتبر خطرا رئيسيا بالنسبة للتعافي الاقتصادي الهش في الدول المتقدمة.

وتوقع بيرول أن يرتفع الاستثمار في الطاقة المتجددة بمعدل ثلاثة أضعاف ما بين عامي 2008 و2035 مدفوعا بشكل رئيسي بالطلب على توليد الطاقة لكن الوفرة الحالية للغاز الرخيص والدعم الحكومي لأسعار الوقود وتوليد الطاقة يشكل تهديداً على قطاع الطاقة المتجددة. وأضاف ان الدعم الحكومي لوقود الطاقة يؤدي لخلق عدم كفاءة وهدر يتمثل بالاستخدام المرتقع وباقتران ذلك مع وفرة الغاز الحالية يكون هناك تهديد حقيقي للاستثمار المستقبلي في الطاقات المتجددة. وأكد أن الإصلاحات الخاصة بسياسات الطاقة التي تم صياغتها وبدأ تنفيذها في دولة الإمارات العربية المتحدى تستحق الثناء .

وحول مستقبل الطاقة المتجددة .. قال ان من العوامل الرئيسية التي تسهم في إحراز نمو في قطاع الطاقة المتجددة هو الدعم الحكومي .. فهذا القطاع بحاجة لاستثمارات بقيمة 6 تريليونات دولار من الصين والاتحاد الأوربي وبريطانيا حتى عام 2035.

وأوضح انه مع وجود هذه التهديدات فإن تكاليف تطوير الطاقة المتجددة تنخفض بسبب الطلب الكبير والمتنامي من الصين.. فنزوع الصين نحو الاعتماد على طاقة منخفضة الكربون يساعد الاقتصادات على تحقيق وفرة نسبية ومن الممكن أن نشهد الصين تهيمن على تكنولوجيا الطاقة المتجددة التي سيكون لها تأثير على الاقتصادات الغربية خصوصا في قطاع السيارات.

وكان من بين المتحدثين الرسميين في منتدى التمويل والاستثمار اللورد نيكولاس ستيرن رئيس معهد بحوث غرانثام للتغير المناخي والبيئة في كلية لندن للاقتصاد في المملكة المتحدة ومؤلف الكتاب المشهود له /تقرير 2006 الدقيق بشأن اقتصاديات تغير المناخ/.

ووضع ستيرن ثلاثة عوامل على جدول أعمال الاستثمار في الطاقة المتجددة أولها أن حجم الفرصة يجب أن يكون مفهوما تماما وثانيها سن السياسات يجب أن يتم دون أية عراقيل وثالثها اتساع قاعدة التغيير ورفع سويته.

وشارك في المنتدى مورغان بازيليان المستشار الخاص لشؤون الطاقة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ” يونيدو” في النمسا وعلق على كلام اللورد ستيرن وأكد الحاجة لثورة صناعية جديدة من خلال تسليط الضوء على شركة مبادلة في دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها مثالا ساطعا في مجال التنمية الصناعية الذكية.

ومن بين الشخصيات البارزة التي شاركت في المنتدى روب برادلي المستشار الخاص للسياسات في وزارة المالية بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي أوضح أن الشراكة في الاستثمار عن طريق المشاريع المشتركة مكن الشركاء والشركات الدولية من المساعدة في بناء المعرفة والقدرة في الإدارة والخبرات. وقال برادلي ان دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة ككل تعتبر أسواقا جذابة للاستثمار في الطاقة المتجددة باعتبار أن مصادر هذه الطاقة كالشمس والرياح والأمواج تتواجد بوفرة وأن هناك إرادة سياسية قوية وجادة في دولة الإمارات لدفع عجلة تطوير اقتصاد قائم على المعرفة والاستثمار بتكنولوجيا الطاقة المتجددة.

وأوضح أنه بينما يتم النظر في سياسة المناخ على أنها مرتبطة بسياسات الطاقة الأشمل في أماكن أخرى من العالم تنظر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لسياسة المناخ بجدية تامة وتضعها في قمة هرم جدول أعمالها ليكون هذا الدعم الحكومي بمثابة دعم واضح لعهد ثان من بروتوكول كيوتو.

جدير بالذكر أن منتدى التمويل والاستثمار كان ختام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2011 التي انطلقت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ” آدنيك” منذ يوم الاثنين 17 يناير 2011. وشهدت القمة العالمية لطاقة المستقبل نموا وتطورا ملحوظاً على مدى السنوات السابقة وباتت تحتل مكانة كإحدى المنتديات العالمية البارزة في مجال الطاقات المتجددة. حضر الحفل الافتتاحي لدورتها الحالية الرابعة اليوم أكثر من 3000 مشارك فيما قدر عدد الحضور في القمة على مدى أيامها الأربعة بأكثر من 25000 زائر.

عماد سعد – أبو ظبي

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا