استخدمت في أوائل القرن الماضي وحتى نهاية ال70 مواد كيميائية في بناء المنازل كان الهدف الأساسي من وراءها هو الحفاظ على الخشب المستخدم في البناء. لكن سرعان ما اكتشف العلماء أن هذه المواد تحتوي على مواد سامة قد تضر بالصحة.

صرح خبراء بناء ألمان أنه من المحتمل أن تحتوي البنايات، التي تم إنشاؤها أو تلك التي خضعت لأعمال تجديد شاملة خلال الفترة ما بين 1960 و1990، على مواد مسمومة. كما لا يستبعد الخبراء أن تتسرب من هذه البنايات كميات كبيرة من هذه المواد خلال أي أعمال تجديد. ويعزو الخبراء ذلك إلى استخدام الحرير الصخري أو ما يعرف بمادة “أسبستوس”، إضافة إلى منتجات أخرى للحفاظ على الأخشاب المستخدمة في عملية البناء خلال الفترة المذكورة.

وينصح الخبراء بإجراء فحص شامل قبل البدء في عمليات تجديد البنايات المذكورة، وخاصة في حالة المنازل التي تحتوي على كثير من الأخشاب. وذلك بسبب المنتجات التي تحتوي على مواد سامة كـ “دي دي تي” و “ليندين” و”بي سي بي” والتي كانت شائعة الاستخدام قبل أن يتم سحبها من الأسواق خلال تسعينيات القرن الماضي. وتكمن خطورة هذه المواد في عدم إمكانية رؤيتها أم شم رائحتها دائما. فهذه المواد السامة، التي تستخدم لحفظ الأخشاب، عادة ما تكون طويلة العمر نسبيا. لذا ينصح الخبراء بالتحري بدقة في شركات البناء وطلب إجراء تحاليل مدققة في حال وجود احتمال ولو بسيط في استخدامها أثناء البناء أو الترميم.

تحليلات شاملة قبل البدء في عمليات الترميم

وحسب خبراء البناء يجب إزالة كل ما يغطي الحوائط وكذلك العوارض الحديدية أثناء تجديد البنايات. وحيثما تعذر ذلك، يتعين طلاؤها بطبقة دهن واق لمنع تسرب السموم إلى داخل المنزل. أما الأرضيات الخشبية (الباركيه) القديمة فقد تكون مصدرا لهيدرو كربونات أروماتية متعددة الحلقات أو ما يطلق عليه اختصارا بـالـ “بي ايه إتش”، وهي مركبات كيميائية تتكون من حلقات أروماتية مدموجة وعديد منها يعرف عنه أنه يتسبب في مرض السرطان.

وعرفت هذه المواد السامة طريقها للاستخدام على نطاق واسع إبان أوائل القرن العشرين وحتى أوائل سبعينيات القرن، بل وامتد استخدامها لما بعد ذلك في بعض البلدان. وفي مجال تجديد البنايات، التي أنشئت خلال هذه الفترة، ينصح الخبراء بإجراء تحليل لغبار المنزل أو بقايا المواد اللاصقة من أجل التحقق مما إذا كانت هناك بقايا لمواد “بي.ايه.إتش” أو “بي.سي.بي”. أما الأرضيات المصنوعة من مادة الـ “بي.في.سي” الأقدم فقد تحتوي على ألياف الحرير الصخري. وإذا كانت الأرضيات سليمة ومثبتة بشكل جيد للأرض، فيمكن ببساطة لصق أرضية جديدة فوقها.

وفي المقابل لا ينبغي في أي حال من الأحوال التعامل مع الأرضيات القديمة بمعدات، لأن ذلك ينتج غبارا ناعما قد يحوي ألياف الحرير الصخري. لذا ينصح الخبراء في هذه الحال باللجوء إلى الشركات المتخصصة في إزالة هذا النوع من الأرضيات.

المصدر:DW العربية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا