قبيل تنظيم فعاليات  قمة “ريو زائد عشرين” حول العلاقة بين البيئة والنمو، دعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية للتمعن خلال فترة القمة وبعدها في الدروس المستوحاة من تجربة انخراط ألمانيا في الاقتصاد الأخضر.
ويتضح من خلال الدراسة التي كشفت عنها المنظمة في الأيام الأخيرة حول الموضوع أن ألمانيا قد بذلت فعلا جهودا جبارة لتجسيد الاقتصاد الأخضر عبر إستراتيجية تقوم فعلا على توازن مستمر بين الاعتبارات الثلاثة الأساسية في هذه المنظومة أي الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

فالناتج الوطني الخام في ألمانيا نما مثلا عام ألفين وتسعة حسب مختلف القطاعات المنخرطة في منظومة الاقتصاد الأخضر من واحد فاصل تسعة إلى سبعة فاصل سبعة بالمائة . وينتظر أن ينمو هذا الشكل الحديث من أشكال الاقتصاد بشكل مطرد في غضون السنوات الثماني المقبلة.

وفي عام ألفين وتسعة وفرت القطاعات التي مارست أنشطة اقتصادية خضراء مواطن عمل تراوح عددها  من مائة وثمانين ألف إلى مليون و8 مائة ألف موطن عمل. وما انفك عدد الوظائف الخضراء يزداد يوما بعد آخر في ألمانيا.

وما يساهم في جعل المثل الألماني مثلا جيدا يمكن الاحتذاء به في مجال الاقتصاد الأخضر لاسيما في البلدان الصناعية الكبرى أنه يقوم على ثلاث قواعد أساسية في منظومة الاقتصاد الأخضر لدى البلدان الصناعية الكبرى هي الاعتماد على الابتكار المستمر وتنويع الأنشطة الصناعية وإدراج منتجات الاقتصاد الأخضر وخدماته في أولويات صادرات البلاد.

ونشير هنا إلى أن اقتصاد ألمانيا استطاع الثبات أمام الهزات المالية والاقتصادية التي شهدتها منطقة اليورو ولا تزال تشهدها اليوم بفضل سياسة التصدير أساسا.

ومن منتجات الاقتصاد الأخضر التي تصدرها ألمانيا حاليا الأجهزة التي تتعلق بمصادر الطاقات الجديدة والمتجددة وأهمها الشمس والرياح. ويقول البعض إن من أسباب قرار ألمانيا التخلي نهائيا عن الخيار النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية في حدود عام ألفين واثنين وعشرين الرغبة الجادة في فتح مزيد من الآفاق أمام الابتكارات المتصلة بمصادر الطاقة النظيفة والآمنة بالنسبة إلى البيئة والإنسان أيضا.

وبرغم ارتياح خبراء البيئة والاقتصاد الأخضر في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية للمساعي الكثيرة والمتعددة الأطراف التي بذلتها ألمانيا حتى الآن في مجال الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، فإنهم يرون أن الألمان لم ينجحوا بعد في تطوير آليات تخليص المياه وهواء المدن من مختلف العناصر التي تساهم في تلويثهما.

فرانس 24

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا