شراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص ستشكل محطة الانطلاق لمشروع الشبكة الذكية المصغرة التي ستعمل بطاقة متجددة بالكامل في أبوظبي.

ويأتي ذلك في ضوء إعلان المعهد العالمي للنمو الأخضر، المنظمة الحكومية الدولية المعنية بنشر التنمية الخضراء في بلدان العالم النامي (رئيس مجلس إدارته لارس راسموسن، رئيس وزراء الدنمارك السابق)، اليوم عن تعاونها مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، ومعهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا في بوهانج بكوريا الجنوبية لتصميم شبكة ذكية مصغرة ومنخفضة التكلفة وتعمل على الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وسيتم تمويل المشروع بمبلغ 1 مليون دولار أمريكي مقدمة من المعهد العالمي للنمو الأخضر و”بوسكو”، رابع أكبر منتج للحديد والصلب في العالم.

وجاء الاعلان عن مشروع التعاون البحثي المبتكر بين الإمارات وكوريا الجنوبية، والذي تشرف عليه إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الإماراتية وهو من تنسيق المعهد العالمي للنمو الأخضر، خلال حفل خاص أقيم في فندق شانغريلا في أبوظبي. وقد أقيم الحفل بحضور حشد رفيع المستوى من الضيوف من دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، ومن بينهم الدكتور تاي كيون كوون، السفير الكوري لدى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ والدكتور ثاني الزيودي، مدير إدارة الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الإماراتية؛ والدكتور فريد موفنزداه، رئيس معهد مصدر؛ والدكتور هي دون تشون، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا؛ والسيد جيونغ وون دوه، نائب الرئيس التنفيذي في شركة دايو انترناشيونال.

وخلال الحدث، كشف فريق العمل المسؤول عن المشروع المشترك بين معهد مصدر ومعهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا، عن تصور أولي لتصميم شبكة ذكية مصغرة للطاقة المتجددة فوق جزيرة. ويتكون تصميم المشروع من نظام للمراقبة، ونظام تخزين الطاقة، ونظام توزيع عالي الكفاءة. وقد تم تصميمه بحيث يدعم مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وطاقة الرياح المصغرة، وإنتاج الوقود الحيوي من الطحالب والنفايات. ويمكن ربط نظام الشبكة المصغرة مع محطات تحلية محلية وقوارب كهربائية للوصول إلى الجزيرة التي ستشكل موقع المشروع.

ويجري تنسيق هذا المشروع التعاوني بين القطاعين العام والخاص من قبل المعهد العالمي للنمو الأخضر، وسوف يستفي من خبرة معهد مصدر في تصميم ومحاكاة شبكات الطاقة المتجددة المصغرة، والخبرة الواسعة التي يمتلكها فريق عمل معهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا في التسويق التجاري للتكنولوجيا والتي تتجلى من خلال المشروع الذي جرى تنفيذه بالفعل على جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية.

وكان معهد مصدر قد تقدم في أكتوبر 2010 بفكرة أولية للمشروع للمعهد العالمي للنمو الأخضر، وفي المقابل، قام فريق عمل المعهد العالمي في الإمارات بتزويد معهد مصدر بفرصة هامة للتواصل والتعاون مع أحد الأعضاء في شبكة المعهد العالمي، وهو معهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية.

ويفتح مشروع الشبكة المصغرة للطاقة المتجددة مجالاً جديداً للتعاون البحثي بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، حيث تشهد الأخيرة توسعاً متسارعاً في مجال تكنولوجيا الشبكات الذكية وتستضيف بالفعل نموذجاً لمشروع ناجح في جزيرة جيجو.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ والرئيس التنفيذي لشركة مصدر: “إن هذا المشروع هو مثال آخر على الدور الريادي الذي تقوم به أبوظبي والإمارات العربية المتحدة الرائدة في مجال الابتكار والطاقة النظيفة. وقد سبق لمصدر أن مولت مشاريع تنموية على جزر صغيرة ويمكن لهذه المشاريع أن تستفيد من الشبكات المصغرة، كما أننا مهتمون بالإمكانات التي ينطوي عليها هذا المشروع على صعيد نشر الطاقة المتجددة في المناطق الريفية”.

وقال الدكتور فريد موفنزاده: “يعكس مشروع التعاون البحثي الأول بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية في إطار برنامج المعهد العالمي للنمو الأخضر، الاهتمام المشترك لدى البلدين بالتعاون والتنسيق معاً في مشاريع الطاقة النظيفة. وسوف يستفيد المشروع من التعاون بين معهد مصدر ومعهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا الذي يمتلك بالفعل سجلاً ناجحاً في تنفيذ مشروع مماثل في كوريا. ونعتقد أن مشروع الشبكة المصغرة سيكون شاهداً على خبرتنا في دعم جهود البحث والابتكار في مجال الاستدامة وتنمية وإعداد كوادر بشرية متمكنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة للبلاد”.

وعلّق الدكتور هي دون تشون، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا، قائلاً: “سيستفيد هذا المشروع من نتائج البحوث التي أجريت بالفعل في جزيرة جيجو، ونحن واثقون بأن خبرة معهد مصدر ستشكل حافزاً لمزيد من الابتكار في مجال الشبكات الصغيرة التي تعد بدورها حلاً مثالياً للبيئة السائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يسعى معهد البحوث للعلوم الصناعية والتكنولوجيا لمزيد من فرص التعاون مع معهد مصدر في مجال بحوث التكنولوجيا الخضراء”.

من جانبه، قال الدكتور سكوت كينيدي، عميد معهد مصدر للبحوث: “تكتسب الشبكات الذكية المصغرة شعبية متزايدة باعتبارها عنصراً أساسياً في البنية التحتية للشبكات الذكية وتكنولوجيا ذات أهمية كبيرة لتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة الكهربائية في المناطق ذات البنية التحتية الضعيفة أو تلك التي لا تمتلك بنية تحتية أصلاً. وتوفر هذه الشبكات الصغيرة بحجمها أنظمة طاقة منخفضة إلى متوسطة الجهد بحيث يمكن أن تعمل بشكل مستقل أو ربطها مع أنظمة وشبكات أكبر لنقل الطاقة الكهربائية. ومن أهم ما يميز تلك الشبكات هو قدرتها على إنتاج طاقة متجددة بنسبة 100%، وبالتالي فير طاقة خالية من الكربون”.

وقد عقد الفريق المشترك بالفعل ورشة عمل تحضيرية في بوهانج بكوريا الجنوبية في يوليو 2012، كما قام في أغسطس بزيارة إلى الموقع المحتمل للمشروع في أبوظبي بهدف إعداد التصميم الأولي للمشروع. وسيعمل الفريق على تطوير نموذج لشبكة مصغرة ملائمة لبيئة دولة الإمارات، كما سيضع خطة العمل اللازمة لتنفيذ المشروع بحلول مارس 2013. وسيتم تسليط الضوء على نموذج الشبكة المصغرة خلال المنتدى العالمي لطاقة المستقبل الذي تستضيفه أبوظبي في يناير 2013

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا