تسعى دول عربية لبناء مفاعلات نووية وحلت الذكرى الثالثة لكارثة فوكوشيما لتدق ناقوس الخطر للجميع.

فاليابان لا تعرف حتى الآن أبعاد المأساة التي ارتفعت فيها نسبة الإصابة بالسرطان وسببت مشكلات نفسية أدت بالبعض إلى الانتحار.

مرت ثلاثة أعوام على مأساة فوكوشيما النووية. ففي الحادي عشر من مارس آذار عام 2011 وقع زلزال وضربت موجات تسونامي منطقة فوكوشيما اليابانية، مخلفة مناظر للفناء توحي بنهاية العالم.

ومن أخطر ما حدث هناك التسريبات الإشعاعية من مفاعل فوكوشيما.

ورغم مرور السنوات الثلاث لا توجد حتى الآن معلومات وافية عن تأثير ما حدث على معدل الإصابة بالسرطان في المناطق المتضررة من الكارثة.

فالدراسات التي أجريت بهذا الشأن يناقض بعضها البعض وتختلف حولها أراء الخبراء.

وربما سيستغرق الأمر ما لا يقل عن عشرة أعوام حتى تظهر التوابع الحقيقية لكارثة فوكوشيما.

ومن المعلوم أن الإشعاع النووي يمكن أن يسبب السرطان، ولا سيما سرطان الدم والغدة الدرقية.

وتقول الحكومة اليابانية إنه لم يمت أحد حتى الآن، رغم الكشف عن خلل في الغدة الدرقية لأكثر من نصف عدد التلاميذ في فوكوشيما.

وحتى خريف 2013 اكتشفت إصابة 18 طفلا بالسرطان واشتبه في إصابة 26 آخرين.

أرقام قابلة للمقارنة مع أرقام كارثة مفاعل تشيرنوبيل الأوكراني، التي وقعت عام 1986، ولم تظهر الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بالسرطان في تشرنوبيل إلا في العام الرابع بعد وقوع الحادث.

فهل يعني ذلك أن يبقى المواطنون اليابانيون رهن الانتظار؟
ومن أكبر مآسي فوكوشيما نسبة جرعة الإشعاع المكافئة التي تعرض لها العمال في المحطة النووية في الأسابيع الأولى للكارثة.

ففي غضون أيام قليلة بلغت النسبة مائة ميلليسيفرت لدى 167 عاملا، ووصلت إلى680 ميلليسفرت لدى عاملين اثنين.

وللمقارنة فإن حد السلامة في ألمانيا هو ميلليسيفرت واحد في السنة. أما بالنسبة لمن لهم علاقة بالإشعاعات لسبب من الأسباب كأن يكونوا عمالا في مفاعل نووي مثلا، ويقيسون بانتظام جرعة الإشعاع المتكافئة لديهم، فإن المسموح لهم به لا يزيد سنويا عن 20 ملليسيفرت.

لكن الحكومة اليابانية بعد كارثة فوكوشيما رفعت هذا الحد بالنسبة للعمال إلى 250 ميلليسيفرت، وبالنسبة لأطفال المدارس إلى 20 ميلليسيفرت سنويا.

توتر وعمليات انتحار بفعل الكارثة

حالات الاكتئاب شكل آخر من أشكال المرض الذي يعزى إلى وقوع كارثة فوكوشيما.

وتنبه دراسة للأمم المتحدة إلى أن النساء اللاتي يخشين من أن يرزقن بأطفال غير أصحاء، يصبن باليأس، وينتحر بعضهن.

وتشير الدراسة التي أجريت مؤخرا إلى إصابة ثلث عدد الأطفال باضطرابات نفسية تعرف باسم “اضطرابات ما بعد الصدمة.” ووفقا للأرقام الرسمية فإن1656 شخصا في المناطق المتضررة لقوا حتفهم في السنوات الثلاثة الأخيرة بسبب المشاكل النفسية، والإجهاد، والإرهاق والانتحار وهذه نسبة تفوق نسبة الذين ماتوا مباشرة بفعل الزلزال وموجات تسونامي.

أما آخر الأخبار فتأتي من منطقة هيرونو، التي تم إجلاء ثلاثة أرباع سكانها.

فمن هيرونو تخرج أخبار عن وقوع حوادث غير عادية، فالعمال الذين يقومون في النهار بتنظيف أنقاض محطة الطاقة الملوثة بالإشعاع النووي؛ يرتكبون بالليل أعمال شغب. ويقول علماء نفس إن ذلك بسبب التوتر الناجم عن الخوف من التلوث بالإشعاع.

DW.DE

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا