حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس في جنيف من تسارع وتيرة الاحترار المناخي منبها إلى أن العالم “يتجه إلى الهاوية”، قبل مائة يوم من قمة كوبنهاغن التي يفترض أن تتبنى إستراتيجية عالمية لكبح الانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وقال بان كي مون أمام المؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المناخ المنعقد في جنيف منذ مطلع الأسبوع أن “أقدامنا تضغط على دواسة السرعة ونحن نتجه نحو الهاوية”.

وأضاف الأمين العام في خبر أورده الكاتب الصحفي بيتر كابيلا على وكالة الأنباء الفرنسية (إ. ف. ب) الذي زار مؤخراً القطب الشمالي حيث لاحظ الآثار المدمرة للتغيرات المناخية، “إننا نشهد اليوم (..) السيناريوهات التي لم يتوقع العلماء حدوثها قبل وقت أطول بكثير”. وأضاف “لقد اتهم العلماء لسنوات بأنهم يثيرون الخوف. لكن من يثيرون الرعب حقيقة هم الذين يقولون إننا لا نستطيع القيام بتحرك من اجل المناخ لان ذلك سيبطئ وتيرة النمو الاقتصادي”.

وشدد محذرا “أنهم على خطأ. التغيرات المناخية قد تؤدي إلى كارثة شاملة”. ويعلق بان كي مون آماله على إحراز تقدم كبير خلال قمة لقادة العالم في نيويورك هذا الشهر لمناقشة التغير المناخي. وقال إن المباحثات بشأن تمديد بروتوكول كيوتو لخفض الانبعاثات في الوقت المناسب خلال قمة كوبنهاغن في كانون الأول/ديسمبر كانت محدودة وبطيئة.

وقال “بقي لدينا 15 يوما للتفاوض قبل كوبنهاغن. لا يمكننا تحمل تحقيق تقدم محدود. نحتاج لتحقيق تقدم سريع”، منتقدا “الجمود” في التعامل مع المشكلة. وقال أمام أعضاء الوفود والوزراء من نحو 150 بلدا خلال لقاء جنيف، “أتوقع في نيويورك مفاوضات صريحة وبناءة. أتوقع بناء الجسور. أتوقع نتائج قوية”.

وحذر بان من أن ثمن الفشل في كوبنهاغن سيكون باهظا “ليس فقط بالنسبة للأجيال المقبلة، وإنما للجيل الحالي”.

ولكنه كرر لاحقا أن تعهد دول مجموعة الثماني الصناعية هذا الصيف بخفض 80% من الانبعاثات على المدى البعيد بحلول 2050 ليس كافيا. وقال للصحافيين “ما زلت مقتنعا بأن عليها أن تحدد هدفا على المدى المتوسط، سأواصل العمل من أجل ذلك مع مجموعة الثماني ومجموعة العشرين (ابرز الاقتصاديات العالمية)”.

وقام الأمين العام بعدة زيارات مرتبطة بالتغير المناخي منذ توليه منصبه بما فيها إلى القطب المتجمد الجنوبي. كما شاهد تقدم الصحراء في تشاد وتراجع غابات الأمازون الماطرة في البرازيل. وبدا تأثره جليا بعد زيارته للقطب الشمالي، عندما حذر من ارتفاع مستوى البحار الناجم جزئيا عن ذوبان الثلوج القطبية وما يشكله من تهديد لعدد من المدن وحوالي 130 مليون شخص.

وحذر كذلك من أن التغير المناخي يشجع على البحث عن الموارد الطبيعية في القطب الشمالي مع فتح ممرات بحرية جديدة. وقال “نحن لا نقوم فحسب بتغيير البيئة، التغير المناخي يغير المشهد الجغرافي السياسي كذلك”. ودعا إلى دفع  المواضيع الرئيسية لمفاوضات كوبنهاغن والتي تختلف بشأنها الدول الغنية وتلك الناشئة والفقيرة. وهي تشمل التدابير الواجب اتخاذها للتكيف مع التغير المناخي و”تامين تمويل سريع” لمساعدة الدول النامية والأكثر تضررا.

وفي حين يتعين على الدول الغنية أن تعتمد أهدافا “طموحة متوسطة المدى” لخفض انبعاثاتها، قال بان إن على الدول النامية كذلك أن تعمل على “إبطاء زيادة انبعاثاتها”. وفي الهند، أفاد تقرير دعمته الحكومة نشر الخميس أن انبعاثات الغازات الملوثة للفرد ستتضاعف ثلاث مرات خلال العشرين سنة المقبلة، مع بقائها دون المعدل العالمي الحالي.
وانبعاثات الغازات بالنسبة للفرد في الهند هي بين الأدنى في العالم، ولكن عدد سكانها الهائل يجعلها واحدة من اكبر الدول الملوثة. كما أن الهند من بين الدول التي رفضت لفترة طويلة الالتزام بأهداف خفض انبعاثات الكربون على أساس أنها ستعيق النمو الاقتصادي وبرامج التنمية. ووافق المؤتمر العالمي حول التغير المناخي في جنيف الذي يعتني بالجوانب الفنية بصورة كبيرة، على الخطوات الأولى لتشكيل إطار جديد عالمي لتبادل المعلومات حول المناخ وتطوير وسائل أفضل للرصد الجوي على المدى العيد.

جنيف: عـماد سعـد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا