“هل تعلم أن البشر لا يدركون أنه ما لم أكن قائمة في مكاني هذا لتثبيت التربة لما كنت أنت هناك أيضا” هكذا تقول الشجرة للجبل..

يرد الجبل قائلا “نعم. لكن القرويين يطالبون ببناء طريق والساسة يسعون قدما من أجل ذلك وقطعوا أجزاء مني كما اجتثوك أنت وجميع افراد أسرتك ايضا ثم سرعان ما حدث انهيار أرضي”.

يستمع الى هذا الحوار غير المعهود بضعة آلاف ممن يستقبلون إرسال محطة فنفال فاني الاذاعية المحلية في منطقة تشامبا بولاية اوتاراخاند بشمال الهند التي شهدت فيضانات وسيولا عارمة عام 2013 .

بدأت محطة اذاعة فنفال فاني بث برامجها عن القضايا البيئية وتلك المتعلقة بتغير المناخ في يونيو حزيران من العام الجاري الذي يوافق الذكرى السنوية الاولى للسيول التي تسببت في انهيارات أرضية داخل بلدة كيدارناث وفي محيطها بمنطقة جبال الهيمالايا.

ومحت الكارثة قرى بأكملها وقتلت أكثر من خمسة آلاف شخص واضطرت السلطات لإجلاء ما يتجاوز 100 ألف آخرين.

وهذا البرنامج الاذاعي واسمه (في سبيل التنمية) واحد من عدة برامج أخرى تهدف الى رفع الوعي بسبل تقليل المخاطر المتعلقة بمعظم الآثار الشديدة لتغير المناخ.

وفي مناطق أخرى من ولاية اتاراخاند وعلى محطة كوماون فاني المحلية يعالج برنامج حواري آخر اسمه (الاشجار ذات الاوراق الكبيرة والمياه الباردة) قضية إزالة الغابات وأثرها على امدادات المياه.

ويشير اسم البرنامج الى معتقد يشيع في المجتمع المحلي بأن خير مصدر للمياه العذبة هو المناطق القريبة من قاعدة أشجار بعينها.

وقال هاريش بشت مدير البرامج في محطة كوماون فاني الاذاعية “هذه الأشجار ومنها أشجار البلوط وانواع اخرى محلية من أشجار الرودودندرون وخارشو مسؤولة أصلا عن اعادة تجميع المياه الجوفية إلا انها سرعان ما تتلاشى وتقطع هذه الاشجار سواء للحصول على اخشابها او لانجاز ما يعرف باسم مشروعات التنمية كشق الطرق او اقامة المشروعات السياحية”.

وقالت مؤسسة فينو ارورا الاعلامية -التي تقدم تدريبا بيئيا لمعدي البرامج في ست محطات اذاعية في اوتاراخاند والتي تحظى بتمويل من مؤسسة فورد في الولايات المتحدة- إن زيادة السكان تعني ان اتباع الاساليب التقليدية في إنجاز الامور يتسبب في تكلفة بيئية عالية في المنطقة.

واضافت المؤسسة الاعلامية “توجد تقاليد مدمرة في هذه التلال التي ربما شاعت عندما كان عدد السكان اقل لكن الامر لم يعد كذلك الآن”.

وقال بيشت إن البرامج الاذاعية تبدأ عادة باستعراض عام لموضوع البحث يلي ذلك قيام خبراء بمناقشة موضوعات معينة ثم فقرة يمكن للمستمعين من خلالها المداخلة باتصالات هاتفية. ويقول مديرو الاذاعات إن كارثة كيدارناث منحتهم سببا لتكريس البرامج بصفة حصرية لموضوعات التغير المناخي وإزالة الغابات والكوارث.

 

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا