أشار البنك الدولي في تقرير نشره هذا الأسبوع، إلى أن تحسين إدارة وتوزيع الموارد المائية النادرة، يشكلان تحدياً كبيراً لضمان النمو والاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضح البنك الدولي، في تقرير جديد نشر بمناسبة «أسبوع المياه»، الذي افتتح مساء يوم الإثنين في مدينة استوكهولم السويدية، أن «نقص الإمداد بالمياه وخدمات التنقية المتهالكة، يؤدي إلى خسائر اقتصادية بقيمة 21 بليون دولار سنوياً في هذه المنطقة».

وهذه التقديرات أجريت على أساس نفقات العلاج الطبي، وتراجع القدرة الإنتاجية المرتبطة بالتغيب بسبب المرض، والوفيات المبكرة بسبب أمراض تنقلها المياه.

وقال نائب رئيس البنك الدولي حافظ غانم، في بيان، أنه «إذا قارنا الموارد المائية مع حساب في مصرف، نلاحظ أن المنطقة راكمت عجزاً كبيراً». وأضاف أن «استهلاك مياه الأنهار والمياه الجوفية بوتيرة أسرع من إعادة تشكل هذه الثروة، يعني العيش بما يفوق القدرات المتوفرة. سلوك كهذا يقلص رأس المال الطبيعي للبلدان، ويعرض تراثها وصمودها على المدى الطويل للخطر».

ويحمل التقرير عنوان «وراء الفاقة: أمن المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وقالت كلوديا سادوف، التي أشرفت على الدراسة، إن «عجز الحكومات عن تسوية مشكلة ندرة المياه يولد ضعفاً ونزاعات». وأضافت أن «المثال الذي يذكر في أغلب الأحيان هو سورية، حيث أضعف الجفاف السكان والزراعة، كما أن المحاصيل الضئيلة تغذي البطالة والإضطرابات». إلا أن البنك الدولي قال إن هناك حلولاً بدءاً بمحفزات حقيقية لتغيير أساليب استهلاك المياه.

ويعيش أكثر من 60 في المئة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مناطق تعاني من شح المياه، مقابل نسبة متوسطها نحو 35 في المئة في العالم. وعلى الرغم من ندرة المياه، تفرض المنطقة رسوماً هي الأدنى في العالم على استهلاك المياه.

وقال معدّو التقرير إن «الرسوم المنخفضة لا تشجع على استخدام فعّال للمياه». وأوصوا بزيادة فاتورة المياه لتأكيد القيمة الحقيقية للمياه، والحث على الاقتصاد في استهلاكها، وكذلك تمويل مشاريع لحماية الموارد وصيانة البنى التحتية.

ودعا المدير العام للقطب العالمي للخبرة في المياه في البنك الدولي غوانغجي شين، المنطقة إلى زيادة التزود بالمياه عبر استخدام وسائل غير تقليدية، مثل تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستخدمة. حيث تصب حالياً نصف كميات مياه الصرف في المنطقة في البيئة من دون معالجتها، مما يشكل خطراً على الصحة وهدرا.ً

وأشار الخبراء إلى أنه يمكن أن تحذو دول المنطقة حذو الأردن وتونس، اللذين قاما بتجربتين ناجحتين في تدوير المياه المستهلكة لاستخدامها في الري وإعادة تغذية مصادرها بشكل آمن.

“الشرق الأوسط”

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا