تجتمع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ سنويا في السويد بغية صياغة تقرير بالغ الأهمية بشأن ارتفاع درجة حرارة العالم.

وسوف يحدد العلماء في هذا التقرير، بدرجة أكبر من ذي قبل، دور الأنشطة البشرية في ارتفاع درجات الحرارة.

غير أن الكثير من الحكومات يطالب بتقديم تفسيرات أوضح بشأن تباطؤ الارتفاع في درجات الحرارة منذ عام 1998.

وقال أحد العلماء المشاركين لبي بي سي إن هذا التوقف في مسار ارتفاع درجات الحرارة سيكون “محور” التقرير الملخص.

ويتعاون باحثون من شتى أرجاء العالم مع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في سبيل دراسة آلاف الدراسات النظيرة وتقديم تقرير ملخص بشأن الحالة الراهنة لعلوم المناخ.

وكان التقرير السابق الذي قدمته اللجنة في عام 2007 ضالعا في الإسهام في تقاسم الهيئة جائزة نوبل لهذا العام.

وسوف ينشر في استكهولم يوم الجمعة تقرير ملخص لصانعي السياسة بشأن العلوم الفيزيائية، وهو أول جزء من ثلاثة أجزاء من تقرير يكشف عنه خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

وسوف يركز التقرير على العلوم التي تبرز التغيرات المؤثرة في درجات الحرارة في الغلاف الجوي والمحيطات والقطبين، فضلا عن تقديم تقديرات جديدة بشأن الإحترار العالمي وتأثير ذلك على مستويات منسوب مياه البحار والأنهار الجليدية والأسطح الجليدية.

اعتقاد خاطئ
وجاء في التقرير السابق للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي أصدرته عام 2007، أن “احترار نظام المناخ هو أمر لا لبس فيه ولا غموض، وترجع معظم الزيادة في المتوسط العالمي لدرجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين على الأرجح إلى زيادة ملحوظة في تركيزات الغازات الدفيئة المخلقة”، أو بعبارة أخرى حرق الإنسان للوقود الأحفوري.

وفي مسودة التقرير الملخص الأخير، الذي أطلعت عليه بي بي سي، يزيد مستوى اليقين العلمي.

وقالت الهيئة في معرض التأكيد على بنسبة 95 في المئة إن “أثر الإنسان على المناخ تسبب في حدوث أكثر من نصف الزيادة المرصودة للمتوسط العالمي لدرجات حرارة السطح في الفترة من 1951 إلى 2010.”

غير أنه منذ عام 2007، نما التركيز على حقيقة أن المتوسط العالمي لدرجات الحرارة لم يتجاوز المستوى المسجل في عام 1998.

هذا التباطؤ، أو كما تشير إليه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بلفظة النقص، أوضح أن الاعتقاد العلمي القائل بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تسبب زيادة درجات حرارة الغلاف الجوي لكوكب الارض هو اعتقاد خاطئ.

ويسعى العلماء إلى شرح هذا التوقف في مسار ارتفاع درجات الحرارة في التقرير بطرق شتى، حيث يحتج الكثيرون بأن الأرض تواصل الاحترار كما أن سخونة الجو وصلت إلى المحيطات.

ويشير أحد التقارير إلى أن البرودة الدورية للمحيط الهادئ من وقت لآخر تبطل تأثير زيادة الكربون في الغلاف الجوي.
لكن العلماء غير متفقين على الآليات المستخدمة.

فعندما فحص العلماء تقريرهم الملخص هذا الأسبوع بالتفصيل مع مسؤولين من 195 حكومة، كان هذا التوقف محور المناقشات الساخنة.

وقال ارثر بيترسين، كبير علماء وكالة التقديرات البيئية في هولندا، وأحد أعضاء الوفد الهولندي الذي سيراجع التقرير “تطالب الحكومات بتفسير واضح للأسباب المحتملة لهذا العامل.” وأضاف “أتوقع أن يكون ذلك محور التقرير الملخص.”

ومن المرجح أن يكون هناك مفاوضات قاسية بين الأطراف خلال هذا الأسبوع، حيث قدمت الحكومات بالفعل نحو 1800 تعليق بشأن مسودة التقرير.

وسوف يحتاج أي تغيير في النص إلى موافقة من العلماء، الذين يرغبون في التأكيد على أنهم متفقون بشدة مع التقارير الأساسية.

وأضاف بيترسين “لن أقول إن هناك حالة نفور لدى المشرفين على الدراسة مثل قضية التوقف عن زيادة درجات الحرارة، غير أنهم يريدون عمل ذلك بطريقة مناسبة.”

حساسية شديدة
في مسودة التقرير، اتفقت الهيئة على أن “معدل الاحترار خلال السنوات الـ 15 الماضية (1998-2012) أصغر من الاتجاه منذ عام 1951.”

ويعني تأثير هذا الانخفاض أن معدل درجات الحرارة في المستقبل الذي تتوقعه الهيئة سيكون أكبر من المعدل في عام 2007.

وثمة شعور بين الكثير من العلماء بأن هذا التقرير سيكون أكثر تعقيدا وحذرا مقارنة بالتقرير السابق في عام 2007.

وقد اكتشف عدد صغير من الأخطاء المربكة في أعقاب تقرير تلك السنة من حيث المادة الرئيسية. كما أصبحت سمعة المنظمة أيضا محل شك في الأوساط المعنية بأحوال المناخ.

وقال بيترسين “إجمالا أتوقع أن تكون الرسالة أكثر تحفظا في تقرير الهيئة لهذا العام مقارنة بالتقارير السابقة.”

وأضاف “إن كانت اللغة أصبحت أكثر تعقيدا من حيث الفهم، فهي أكثر دقة.”

bbc

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا