ظهرت في الآونة الاخيرة مشكلة تعد واحدة من اصعب المشاكل التي تواجه مصر خلال المرحلة الحالية والقادمة والتي تمثلت في أزمة الكهرباء وعدم فدرة الحكومة علي تغطية احتياجات البلاد من هذه الطاقة الحيوية.

وامتدت الازمة من المنازل الي المصانع والي كل القطاعات ولا شك ان هذه الازمة ليست وليدة اللحظة ولكنها نتيجة إهمال طال هذا القطاع منذ سنوات طوال ولقد تضاربت الآراء في الفترة السابقة حول الحلول للدرجة التي وصلت بالبعض للتفكير في الرجوع للفحم كمصدر لتوليد الطاقة لمصانع الأسمنت في الوقت الذي بدأ العالم يضع الخطط للتخلص من استخدامه كمصدر للطاقة لخطورته علي الصحة العامة وعلي البيئة .

والحقيقة العلمية تقول ان مصر لا يجوز ان تعاني من هذه المشكلة علي الإطلاق لوجود مصادر اخري لتوليد الكهرباء متوفرة في البيئة المصرية مقل طاقة الرياح والغاز الحيوي ثم تأتي علي راس تلك المصادر الطاقة الشمسية والتي تمثل في رأيي الشخصي طاقة الامل فمصر بلد يتميز بسطوع الشمس طوال العام ويعيش سكانه علي حوالي ١٠٪ من أراضيه الصحراوية الشاسعة.

ولذلك فان مقومات توليد الكهرباء من الشمس متوفرة والحمد لله ولكن يبقي الطريقة والقرار السياسي والحقيقة اننا لابد ان نكون واقعيين ولا نستطيع ان نقول اننا يمكن ان نعتمد علي الطاقة الشمسة في الفترة الحالية اعتمادا كليا لتغطية كل مصر وقد يحدث هذا في المستقبل ولكن علي الأقل يمكن الاستثمار في هذا المجال حاليا في الأماكن السياحية كالبحر الأحمر وشرم الشيخ والساحل الشمالي.

وهذه اماكن يقطنها الأغنياء ممن يستطيعون تحمل التكلفة المرتفعة لهذه النوعية من الطاقة الكهربائية وبالتالي يؤدي هذا للتخفيف من الأحمال علي الشبكة الرئيسية للدولة وهنا توجهه الدولة ما توفره للأماكن التي يقطنها غير القادرين ومن ناحية اخري يمكن للدولة ان تطرح علي الشركات العالمية فكرة الاستثمار في بناء محطات عملاقة للطاقة الشمسية في مصر بالصحراء الشرقية والغربية والجنوب تقوم بالتصدير للخارج وهذا سوف يدر عائد علي مصر كما يدر البترول علي الدول الخليجية وهو مصدر لاينضب بمرور الزمان .

انني استطيع ان اجزم بان الشمس هي بالفعل طاقة الامل لحل مشكلات الطاقة في مصر ومايجعلني اشعر بالتفاؤل هو ان مصر كلها باتت تتحدث الان عن الطاقة الشمسية وأهميتها لمستقبل مصر ولعلها تكون البداية الصحيحة باذن الله والان الكرة أصبحت في ملعب الدولة والحكومة.

 


د.هاني الناظر
الوطن

 

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا