افتتح وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتور فاضل صفر فعاليات منتدى الكويت الاول للمباني الخضراء اليوم الذي يعنى بالخبرات والافكار والتجارب في شأن العمارة والمدن الخضراء وتقنيات حفظ الطاقة وحلول مشكلات البيئة.

وقال الوزير صفر في كلمته الافتتاحية ان من شأن المؤتمر نشر ثقافة البناء الاخضر ورفع مستوى الاهتمام بحماية البيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال تطبيق الانظمة المرتبطة بالطاقة والبيئة مثل نظام (ليد) المعترف به دوليا بأنه مقياس تصميم وانشاء وتشغيل مبان تراعي البيئة وذات أداء عال.

وأوضح ان النظام يقوم أيضا بتصنيف وقياس أثر أي منشأة أخذا بعين الاعتبار ملاحظات عدة كاختيار الموقع وتوفير الطاقة وكفاءة السوائل المستخدمة كالمياه وانبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون وتحسين البيئة الداخلية للتصميم.

وذكر أن النظام تم تطبيقه على عدد من المشروعات منها مطار الكويت الدولي الجديد للحصول على المعيار الذهبي في معايير الريادة في الطاقة والتصميم البيئي ليكون أول مبنى يستوفي شروط الاعتماد البيئي حيث يوفر للهيكل الخرساني الكتلة الحرارية المناسبة ويغطي أعلى السقف مساحة كبيرة من اللوحات الضوئية للاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بصورة نظيفة.

وأشار الوزير صفر الى أهمية “اقامة مثل هذه المؤتمرات التي تدعو الى نشر مفاهيم التنمية المستدامة وتعنى بالعلاقة بين المبنى والمستفيد والبيئة وتصب في نهاية المطاف في تحقيق التنمية المستدامة والعمل للمحافظة على الموارد والثروات الطبيعية وقابلية استغلالها لمدة أطول”.

وقال ان معدلات الاهمال في البيئة آخذة بالتزايد “ما يعرض كوكبنا الى الخطر الا ان براعة الانسان في تسهيل العيش والسعي الدؤوب لوضع كل الامكانات تحت تصرفه تجعله متفوقا على المشكلات التي يفتعلها نتيجة تصرفاته”.

وذكر ان مفهوم المباني الخضراء طرح للمرة الاولى في مؤتمر البيئة والتنمية للامم المتحدة عام 1992 لحث الاوساط الاجتماعية المختلفة في العالم على ضرورة التصدي للضغوط التي تتعرض لها البيئة الناجمة عن التنمية الاقتصادية المتسارعة ولنشر مفهوم العمارة الخضراء أو الابنية الصديقة للبيئة.

وبين الوزير صفر ان الدعوة الى نشر ثقافة البناء الاخضر وانشاء أبنية صديقة للبيئة هي دعوة للتعامل مع البيئة بشكل أفضل من خلال اتباع تكنولوجيا منهجية حديثة بدءأ بتصميم تطبيقي عملي للمبنى وصولا الى منهج تقليل استهلاك الطاقة باستخدام تقنيات العوازل الحديثة وبدائل الطاقة والمواد الخالية من الكيماويات الضارة وغير ذلك.

واوضح ان الابنية الخضراء تعد بديلا حضاريا للابنية التقليدية لانها تضع في الحسبان لدى تصميمها حماية البيئة من التلوث الناتج من الصناعات مع استخدام مواد اعيد تدويرها والاعتماد على الموارد الطبيعية كضوء الشمس والرياح ومياه الامطار وكل ذلك بغية التقليل ولادنى حد ممكن للاثر السلبي للمباني في البيئة مع مراعاة تحسين جودة المسكن.

وقال ان العمارة أحد مكونات البيئة المشيدة التي من الممكن أن تحدث تاثيرا ديناميكيا مع البيئة الطبيعية باعتبارها من أكبر المستهلكين الرئيسيين للموارد الطبيعية للارض.

وأشار الوزير صفر الى أنه حسب بعض التقديرات فإن صناعات البناء على مستوى العالم تستهلك من اجمالي المواد الاولية ما يقدر بحوالي ثلاثة مليارات من الاطنان سنويا اضافة الى استهلاك المواد المصنعة والمياه والطاقة.

وذكر ان عمليات صناعة البناء والتشييد تنتج عنها كميات كبيرة من التلوث كالمخلفات الصلبة وهدر الطاقة والمياه وتعتبر في مجملها من أبرز المشكلات البيئية “وعلينا جميعا العمل على تفعيل المباني الخضراء والتأكيد عليها والعمل معا للوصول الى بيئة نظيفة وذلك بتضافر كل الجهود من القطاع العام والخاص وسلوك البشر.

وقال ان مفهوم الابنية الصديقة مارسه الانسان منذ القدم في المجتمعات حيث تأثر الانسان قديما بحركة الشمس في بناء مسكنه وفي زمن الفراعنة كان يتم توجيه مداخل الابنية لتصل أشعة الشمس الى داخلها بزوايا مختلفة معينة كما شيد اليونانيون معظم مبانيهم بمواجهة الشرق مع وجود فتحات كبيرة تجاه الجنوب.

واستطرد قائلا “أما الوقت الراهن فيتم خلاله تصميم وانشاء المباني الخضراء للحد من التأثير البيئي الضار وللحفاظ على صحة الانسان والطبيعة ويتم منح شهادات  للمشاريع المتميزة في تطبيقات العمارة الخضراء في كثير من دول العالم”.

وأشار الى انه يتم وفقا لهذه المعايير منح النقاط المتعارف عليها للمبنى “فكفاءة استهلاك الطاقة وكفاءة استخدام المياه وجودة وسلامة البيئة الداخلية في المبنى يتم على أساسها كافة منح تلك النقاط من الجهات المسؤولة.

وقال الوزير صفر ان مبنى مطار الكويت الدولي الجديد حصل على الشهادة الذهبية للبناء الاخضر “كما انه في حال طلب اي جهة حكومية مواصفات بناء أخضر يتم تفعيلها والعمل عليها وتأكيدها وصولا الى استلامها من مقاولي البناء طبقا لتلك المواصفات”.

وذكر ان مفهوم المباني الخضراء من الموضوعات التي تهتم بها وزارة الاشغال العامة وبدأت بوضع مواصفات ملزمة لمقاولي الانشاءات في المباني الجديدة للمؤسسات الحكومية والزامهم باستخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات حديثة من شأنها توفير الطاقة على ان يتم تعميم هذه القوانين على المباني الخاصة في المستقبل.

وأشار الوزير صفر الى التعويل الكبير على أهمية ما ستسفر عنه جلسات هذا المنتدى بما يضمه من أوراق علمية متقدمة ومن يشارك في اعماله من الخبراء والعلماء المتميزين في مجال المباني الخضراء.

وذكر ان هذه المشاركة الواسعة تعكس الاهتمام الكبير بموضوع المنتدى الذي سيخرج بنتائج قيمة وتوصيات مفيدة وقابلة للتطبيق تسهم بفعالية في مسيرة التنمية خصوصا في شأن الحفاظ على البيئة وتوفير الطاقة والاستدامة في المباني.

وأعرب عن الامل في أن يستفيد الجميع من الخبرات والتقنيات وورش العمل والمناقشات وآخر ماتوصلت اليه العلوم وتطبيقاتها في مجال المباني الخضراء والتركيز على مواد الخرسانة والانشاءات الذكية وادوات الطاقة النظيفة من تبريد وتمديدات وتشطيبات وشهادة الجودة وتوحيد كودات البناء.

ويقام المنتدى برعاية وزارة الاشغال العامة والامانة العامة للتخطيط والتنمية وتنظمه شركة (بروميديا العالمية) بالتعاون مع المجلس الكويتي والاماراتي والقطري والسعودي للمباني الخضراء.

وتقدم الى المنتدى الذي يستمر يومين 22 ورقة عمل من خبراء في مجال المباني الخضراء وحفظ الطاقة تتحدث عن موضوعات مختلفة مثل الكودات الخليجيبة والاجنبية ومساهمة المباني الخضراء في الحفاظ على البيئة وحفظ الطاقة من خلال دراسات قام بها مهندسون وخبراء من اعلى مستوى في العالم.

ويتميز المنتدى بمشاركة عربية وأجنبية واسعة من منظمات وهيئات وشركات دولية ويصاحبه معرض متخصص ومن المشاركين في المنتدى مستشارة وزير الاسكان في البحرين الدكتورة عبير الشاهين والدكتور صادق عويناتي من الامارات والدكتور يوسف الحر من
قطر والمهندس علي الناجم من السعودية وريشارد هاربروك من امريكا والدكتور لي من كوريا فضلا عن متحدثين من الكويت.

كونا

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا