دافعت قطر عن حقها في استضافة محادثات الأمم المتحدة حول مكافحة إرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية على الرغم من أنها الأعلى على مستوى العالم من حيث نصيب الفرد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وبالرغم من أنها لم تقدم أي تعهد لخفضها.

ويتسبب القطريون في انبعاث كميات من الكربون تبلغ في المتوسط نحو ثلاثة أمثال الأمريكيين ويقول نشطاء يحضرون المحادثات إن قطر وهي أول دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط تستضيف الاجتماع لا تقدم شيئا يذكر لتجنب تغير المناخ سوى توفير مكان لعقد الاجتماع. وتستمر الاجتماعات التي بدأت يوم الاثنين لمدة أسبوعين وتشارك فيها 200 دولة.

وقطر أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال وبها أحد أعلى مستويات الدخل بالنسبة للفرد في العالم. ولم تشر بعد إلى أنها ستضع أهدافا محددة لخفض الانبعاثات.

وقال وائل حميدان مدير شبكة العمل بشأن المناخ لرويترز “المشكلة بالنسبة لقطر هي أنها لم تثبت أنها تأخذ مسألة تغير المناخ على محمل الجد” مضيفا “يأتي المفاوضون والحكومات إلى هنا ولا يعرفون موقف القطريين”.

ويقول محللون إن التحدي الرئيسي الذي يواجهه مستضيفو المؤتمر يتمثل في الانقسامات بين الدول المتقدمة والنامية بشأن من الذي يتعين أن يتحمل مسؤولية خفض الانبعاثات.

وقال محلل مقره الدوحة إن “من أسباب فشل مؤتمر كوبنهاجن هو أن الرئاسة الدنمركية كانت سيئة للغاية” في اشارة إلى قمة للامم المتحدة حول المناخ عام 2009 في العاصمة الدنمركية والتي انتهت دون التوصل لاتفاق.

وتقول قطر التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة ليس منهم سوى حوالي 250 الف قطري ان انبعاثاتها الاجمالية صغيرة.

وقال وزير النفط السابق عبد الله بن حمد العطية الذي يرأس المحادثات في مؤتمر صحفي إن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون القطرية يأتي معظمها من قطاع الطاقة مضيفا أنه لا يؤمن إطلاقا بنصيب الفرد في الانبعاثات كمعيار. وأعرب عن اعتقاده بأن الحساب بهذه الطريقة يهدف لإظهار الدول الصغيرة على أنها دول سيئة في هذا المجال.

ومضى قائلا إنه يعتقد أن قطر مكان مناسب لعقد المؤتمر وإن هناك دولا أخرى مضيفة منتجة للفحم.

وتبلغ انبعاثات ثاني اكسيد الكربون التي تنتج عن توليد وحدة واحدة الطاقة من الفحم مثلي نظيراتها الناجمة عن توليد وحدة واحدة من الطاقة من الغاز.

وتشير قطر إلى جهود تشمل خفضا بنسبة 90 في المائة في إحراق الغاز من عام 2007 حتي 2011.

وقالت في الآونة الاخيرة انها ستخفض اعتمادها على الاطعمة المستوردة بنسبة 60 في المئة خلال 12 عاما بما يمكنها من تلبية ثلثي احتياجاتها الغذائية. كما تبني محطة بتكلفة مليار دولار لإنتاج البولي سيليكون وهي مادة تستخدم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية يتوقع أن تبدأ العمل في العام المقبل.

كما تعتزم بناء استادات تعمل بالطاقة الشمسية مكيفة الهواء من أجل بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها عام 2022. وقال العطية إن غبار الصحراء الذي يمكن أن يغطي ألواح الطاقة الشمسية يقف عائقا أمام نشر المزيد من ألواح الطاقة الشمسية.

ولكن في منطقة تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتكتظ طرقها بسيارات الدفع الرباعي وتعمل أجهزة تكييف الهواء فيها طوال العام ولا يزال النقل العام في طور النشأة يشكك كثيرون في أهمية تغير المناخ على قائمة أولويات البلاد.

 

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا