قاومت الولايات المتحدة يوم الاثنين التعهد بتخفيضات أكبر في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2020 على الرغم من دعوات الدول الفقيرة في بداية مؤتمر للأمم المتحدة يهدف لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتفادي العواصف والجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار.

واجتمعت حوالي 200 دولة لإجراء محادثات سنوية للأمم المتحدة بشأن زيادة حرارة الأرض دون أمل يُذكر في تحقيق انفراجة والخلافات بشأن سُبُل الحفاظ على الأمل في معاهدة عالمية جديدة للأمم المتحدة لمكافحة تغير المناخ بدءا من عام 2020.

وقال الدن ماير من اتحاد العلماء المهتمين “إننا نسير نياما قبالة الهاوية”. وأضاف أن هناك نقصا في الطموح فيما يتعلق بمواجهة زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم خلال الاجتماع الذي يستغرق أسبوعين وهو الأول من نوعه في دولة عضو بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وقال جوناثان بيرشينج نائب المبعوث الامريكي لشؤون المناخ إن الرئيس باراك أوباما متمسك بالهدف المعلن في 2009 وهو خفض الانبعاثات بنسبة 17 في المئة عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2020. ولم تتم الموافقة على هذا الهدف من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.

وقال في مؤتمر صحفي “لا أتوقع أن تعدل الولايات المتحدة الالتزام الذي تعهد به”. وأضاف أن واشنطن تتخذ إجراءات مشددة لخفض الانبعاثات وان انبعاثاتها على المستوى الوطني وصلت لاقصى حد بحيث توقفت عن الزيادة.

وقال أوباما انه سيركز بشكل أكبر على تغير المناخ في فترة ولايته الثانية.

وأصر رئيس الوفد الصيني سو وي على أنه يتعين على الأغنياء تمديد اتفاق كيوتو التابع للأمم المتحدة وهو الخطة الحالية التي تلزم الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات خلال الفترة بين عامي 2008 و 2012 بنسبة 5.2 في المئة على الأقل عن مستويات عام 1990.

واضاف في اشارة لخطط ابرام اتفاق عالمي للأمم المتحدة يفترض الموافقة عليه بحلول عام 2015 “إذا لم يتم الاتفاق على فترة ثانية من الالتزام ببروتوكول كيوتو … أعتقد أن هذا سيكون كارثيا بالنسبة للمحادثات بشان اجراء مستقبلي أفضل بعد عام 2020”.

وأضاف في معرض دعوته للأغنياء إلى فعل المزيد “إذا لم نتمكن من الاتفاق على إجراءات فورية كيف يمكن الاتفاق على إجراءات مستقبلية؟”

وقالت مجموعة من أكثر من 100 دولة نامية أيضا انه ينبغي للدول المتقدمة بذل المزيد من الجهد لتجنب ضرر على “نطاق لم يكن متصورا من قبل”.

وتفوقت الصين على الولايات المتحدة باعتبارها أكبر مصدر للانبعاثات قبل الهند وروسيا.

وقال الاتحاد الأوروبي أيضا إنه ليس لديه خطط لزيادة أهدافه المتعلقة بخفض الانبعاثات في الدوحة إلى نسبة 20 في المئة عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2020. ويتوافق هدف الولايات المتحدة مع خفض بنسبة ما بين 3 و4 في المائة عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2020.

وقال بيرشينج إن المناخ المتطرف بما في ذلك العاصفة القوية ساندي وموجات الجفاف على نطاق واسع في الولايات المتحدة “تغير بالتأكيد آراء الأمريكيين” الذين كانوا يشككون في كثير من الأحيان في مدى الحاجة إلى مزيد من العمل بشأن تغير المناخ.

وقالت دراسة للامم المتحدة الاسبوع الماضي إن من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بما يتراوح بين 3 و 5 درجات مئوية (5.4 و9 فهرنهايت) بسبب زيادة الانبعاثات.

ووافق مؤتمر للامم المتحدة قبل عامين على الحد من أي ارتفاع في درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين (3.6 فهرنهايت) عن ما قبل عصر الصناعة. لكن مستويات الغازات السامة وصلت إلى رقم قياسي جديد في عام 2011 على الرغم من التراجع الاقتصادي العالمي.

وقالت كريستيانا فيجيريس رئيسة أمانة التغير المناخي بالامم المتحدة إنه يتعين على الدول العمل من الآن فصاعدا لخفض تكاليف مواجهة تغير المناخ.

واضافت “تشير جميع التقارير إلى أنه من الأفضل بكثير أن نعمل الآن لأن هذا أكثر أمانا وأقل تكلفة بكثير”.

وتؤيد معظم الدول تمديد اتفاقية كيوتو لكن روسيا واليابان وكندا انسحبت منها.

ويقول المنسحبون انه لا معنى لتمديد التخفيضات بموجب اتفاقية كيوتو فيما لا توجد أي قيود على الانبعاثات المتزايدة في البلدان الناشئة الكبيرة. ولم تصادق الولايات المتحدة قط على اتفاقية كيوتو لأسباب مماثلة.

وقال بيرشينج “من أجل وصول الانبعاثات العالمية إلى حد لا زيادة عنه نحتاج لاتفاق يطبق على جميع الدول”.

وتقول الدول النامية ومؤيدو كيوتو ان من المهم للغاية أن تقود الدول المتقدمة الطريق الى الاتفاقية العالمية الجديدة التي يفترض ان يجري التفاوض بشانها بحلول نهاية عام 2015 وتبدأ في عام 2020.

ومن شان الفشل في تمديد اتفاق كيوتو أن يؤدي لبقاء الإجراءات على المستوى الوطني فحسب دون وجود إطار ملزم قانونا من الامم المتحدة.

ورفضت قطر أيضا في المحادثات الانتقادات لسجلها. وتبلغ انبعاثاتها ثلاثة أمثال الأمريكيين وهي أكبر دولة في العالم من حيث نسبة الانبعاثات لعدد السكان ويرجع ذلك إلى إنتاج النفط والغاز.

وقال عبد الله بن حمد العطية رئيس المؤتمر انه يجب عدم التركيز على نصيب الفرد بل على الاجمالي بالنسبة للدولة مضيفا أن قطر تعمل على خفض الانبعاثات.

 

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا