فيما تحرص الجمعية الكويتية لحماية البيئة على القيام، وبصفة دورية بتنظيم زيارات ميدانية إلى المواقع ذات الحساسية البيئية العالية، ومنها الجزر، أو السواحل، والشواطئ، أو المحميات الطبيعية، رصدت دراسة للأحافير تفاصيل جديدة جمعتها أمينة الجمعية الكويتية لحماية البيئة جنان بهزاد التي قالت في تصريح لـ «الراي» إن «الشواطئ الكويتية من منظور بيئي تزهو بكل ما هو جميل ومميز ولا يخفى على أحد، كثرة التردد عليها، خصوصاً بعد استمرار إغلاق الأماكن الترفيهية خلال أزمة جائحة فيروس كورونا، حيث اتجه الكثير من المواطنين والمقيمين إلى الشواطئ كمتنفس ومتنزه لهم».

وأشارت إلى أن «الجمعية عبر رحلاتها واستكشافاتها الميدانية في سواحل الكويت وجزرها وصحرائها، رصدت تفاصيل جديدة في دراسة لها حول العديد من الأحافير من الأزمنة المختلفة والتي تدل على بقايا الأحياء في تلك الأزمنة، سواء كانت أحياء نباتية أو حيوانية أو بشرية، وهي تحكي قصصاً عن الأزمنة التي عاشت بها ويستخدمها العلماء لجمع المعلومات حول الحياة».

وأضافت بهزاد «في إحدى الرحلات الميدانية لدراسة حال الشواطئ توجهنا لشاطئ رأس عشيرج، والذي يقع في منتصف جون الكويت ويفصل بين ميناء الشويخ وجون الصليبخات، وهي منطقة غريبة في طبيعتها وتكوينها وفريدة في تنوع بيئاتها، على امتداد الجهة الغربية، تتركز منطقة عديدة الأنشطة حيث تضم الشاليهات والمصانع ومحطة توليد الطاقة ومن الجهة الأخرى جسر الشيخ جابر الأحمد».

وأشارت بهزاد «في الجهة الشرقية لرأس عشيرج يقع ميناء الشويخ بكل ما يحمله مع السفن والبواخر من تيارات مائية ليرمي بها على عشيرج، ويحد الرأس جون الصليبخات الذي يعتبر منطقة طينية خصبة لحياة بيولوجية متنوعة، وتتميز المسطحات الطينية في هذه المنطقة بسماكتها ما بين بضعة سنتيمترات الى أمتار عدة يفصلها في بعض المناطق طبقات صخرية صلبة».

وتابعت «شاطئ رأس عشيرج يطل من الشمال على جزيرة أم النمل، وسميت هذه المنطقة بعشيرج نسبة الى نباتات العشرج التي كان يجلبها الكويتيون قديماً من المنطقة لاستخداماتها الطبية المتعددة ويندر في هذا الوقت وجودها بسبب كثرة التردد على المنطقة بالسيارات الثقيلة وامتلاء المنطقة بالمباني والطرق».

وذكرت أن «الصخور الشاطئية، والتي لها تاريخ قديم في منطقة شاطئ عشيرج التي تتميز بأنها مقلع للصخور التي استخدمها الكويتيون قديماً في البناء والتشييد حيث كانت توجد مساحات كبيرة مغطاة بالصخور والتي تمتد لكيلومتر، وتستخدم تلك الصخور في بناء المنازل وأسوار النقع (الموانئ الصغيرة لرسو القوارب الخشبية)، وتعتبر هذه الصخور من أغلى أنواع الصخور، وهناك أنواع عدة من الصخور لم يتم الوصول إلى مصدر مناسب لمعرفة أسمائها وأنواعها. وورد في بعض المصادر اسم حجر «بوزبوط» وهذا يدل على أن الصخور التي تم قلعها ونقلها للمدينة كانت صخوراً شاطئية تحتوي على بقايا تلك القواقع والأصداف».

إضاءات

المشاريع الجديدة دمّرت بنايا الخيران

كشفت بهزاد أنه يجب التعرض لتقلبات البحر من ارتفاع وانخفاض والدلائل كانت موجودة بشكل واضح بمنطقة الخيران على شكل ثلاثة مرتفعات، أقدمها كان موجوداً جنوب الخور المفتوح، ويختلف الأول والثاني عن المرتفع الثالث في التكوين الصخري.

واعتبرت أن أحافير بنايا الخيران التي تدمرت من المشاريع الجديدة، والتي كان من المفترض المحافظة على بقايا منها في المتاحف الحديثة، كانت تحوي قواقع وأصدافاً محفوظة في طبقات الصخور الرسوبية الرملية والتي تدل على وجود سواحل قريبة من ذاك المكان والتي تبعد في زمننا هذا ما لا يقل عن 500 متر، ولم يبق منها ما يحكي لنا عن زمان ساد وباد.

تكدس النفايات… بعد رحيل الكاشتين

لفتت بهزاد إلى أن الشواطئ أماكن مفتوحة وملائمة للتباعد الجسدي وتتوافر فيها الأجواء المريحة بعيداً عن ضغط الحجر المنزلي الاعتيادي، ما سبّب زيادة الضغط على تلك السواحل التي أصبحت قريبة، خصوصاً بعد افتتاح جسر الشيخ جابر، حيث امتلأت المناطق القريبة والبعيدة من هذه الشواطئ بالعوائل والشباب ومجاميع من الأهل والأصحاب في شكل غير مسبوق.

وأضافت بهزاد «إن من أسباب زيادة التجمعات على الشواطئ هو انخفاض درجات الحرارة ومنع التخييم، فأصبح التوجه الجديد إلى الكشتة غير المقننة، وتسببت الكشتات والتجمعات في تكدس كميات كبيرة من النفايات في تلك المناطق بعد رحيل «الكاشتين».

المصدر: صحيفة الرأي الكويتية 11 مارس 2021

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا