في سنة 1978، أسس فرانسوا غوردون شركة (Environnement S.A)، التي يشغل حاليا الرئيس التنفيذي لها. هذه الشركة المتخصصة في قياسات الاستدامة البيئية، أنشأت فروعا لها في خمسة وستين بلدا، كما أنها مسجلة في سوق الأوراق المالية منذ عام 2006. حول الأسباب التي دفعت (Environnement S.A) لإنشاء فرع لها في بكين، قالت الرئيسة التنفيذية لفرع بكين فابيان لون: “القدرات الكامنة الضخمة للتنمية الصينية دفعتنا لإنشاء فرع الشركة في بكين في نهاية عام 2009، ولكننا نمارس أعمالنا التجارية في الصين عن طريق وكيل صيني منذ أواخر تسعينات القرن الماضي.”

تعمل شركة (Environnement S.A) في مجال تطوير وتركيب أنطمة المراقبة لقياس الانبعاثات الملوثة للهواء والجسيمات الدقيقة والغازات السامة (بما في ذلك مركبات الديوكسين). تستخدم منتجات الشركة في المداخن ومحطات توليد الكهرباء وغيرها من أماكن الإحراق. وقد فازت الشركة بمناقصة مشروع بناء محطة المراقبة البيئية في بكين قبل دورة الألعاب الأولمبية 2008.

التلوث تحد كبير تواجهه الصين

قبل سنوات، بدأ انتقال الصناعات منخفضة المستوى إلى الصين، التي تحولت إلى “مصنع العالم”، فظهر التلوث الصناعي والضباب الدخاني والمشاكل البيئية.

قالت فابيان لون: “أعتقد أن الصين، شعبا وحكومة، تدرك بالفعل هذه المشكلات. على سبيل المثال، ارتفعت خلال الثلاث أو الأربع سنوات الماضية مؤشرات مراقبة التلوث في الإرشادات الجديدة التي أصدرتها الحكومة الصينية، وسيتوسع نطاق الرصد البيئي ليشمل الغازات والمناطق الجغرافية والصناعات الجديدة. الصين جادة في معالجة هذه المشكلة، وقد تجلى ذلك خلال الستة شهور الماضية، فقد أسرعت الحكومة بأعمالها، وأصدرت برنامجا جديدا لحماية البيئة.”

منذ تعرُض بكين وغيرها من المدن الصينية للضباب الدخاني الخطير قبل بضع سنوات، أصبحت جودة الهواء في المناطق الحضرية والتحكم في الانبعاثات الصناعية موضوعا رئيسيا للسياسات البيئية الصينية. قالت فابيان لون: “لدينا معدات وأدوات لقياس تلوث الهواء والانبعاثات، هناك رغبة من الحكومة في السيطرة على انبعاثات المواد الملوِثة. وبالنسبة لنا، هذه السوق مربحة جدا. في الآونة الأخيرة، ظهرت مجموعة متنوعة من الأسواق الناشئة الجديدة، مثل مراقبة المركبات العضوية المتطايرة في الهواء والغازات المنبعثة، الخ. وتسعى الحكومات المحلية المختلفة لتركيب أجهزة استشعار منخفضة الدقة لرصد المناطق الجديدة، وهذه الأجهزة أقل دقة بالمقارنة مع أجهزة التحليل في محطات الرصد البيئي ولكنها تغطي نطاقا أوسع وترصد نفس المؤشرات، مثل مؤشر الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 5ر2 ميكرومتر “PM 2.5″، والتي تسبب صداعا لكل من شعب وحكومة الصين لخطورتها الحقيقية على صحة الإنسان، إذ تسبب السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وتقلل العمر المتوقع للفرد.

سوق ضخمة
قالت فابيان لون: “مع اهتمام الصين بقضية البيئة، يتزايد طلبها على معدات وأجهزة المراقبة البيئية، إذ تحتاج المصانع والمدن هذه المعدات والأجهزة، ويزداد عدد عملاء شركتنا. ينقسم عملاء الشركة إلى نوعين: المنشآت الصناعية التي تحتاج إلى تركيب أنظمة لرصد الانبعاثات الصناعية، والأجهزة الحكومية التي تحتاج إلى أنظمة لمراقبة جودة الهواء. من حيث مؤشرات جودة الهواء، يتم إصدار تعليمات من قبل الحكومة المركزية، ولكن المناقصات تجريها المقاطعات والمدن والمحافظات، التي يكون لكل منها تقريبا مشروعات لبناء المحطات الثابتة لرصد جودة الهواء في بيئتها “.

وحول تغيير معايير مراقبة جودة الهواء في الصين، قالت فابيان لون: “في الماضي، كانت هذه المعايير تشمل ثلاثة مؤشرات فقط، هي: الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 10 ميكرومتر (PM 10)، وثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين. منذ عام 2012، أضيف إلى محطات المراقبة الثابتة ثلاثة مؤشرات أخرى هي: “5PM 2.”، الأوزون، وثاني أكسيد الكربون “.

وأضافت: “في مجال الانبعاثات، ظهرت متطلبات جديدة منذ أكثر من عام، تتعلق بتخفيض ذروة انبعاثات أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة لمصانع الإحراق، وخاصة محطات توليد الكهرباء. التقييد الجديد للانبعاثات يتيح لنا فرصة لدخول سوق مراقبة الانبعاثات الصناعية لمحطات توليد الكهرباء. المتطلبات الجديدة تعني رفع مستوى الدقة، ويمكن لمعداتنا تلبية هذه المتطلبات “.

التنافس مع الشركات الصينية

إن الوعي العام بمشكلات التلوث يدفع الحكومة لدعم الشركات الصينية في تطوير وابتكار أنظمة القياس بنفسها في هذا المجال. هذا الدعم يشمل: تشجيع الحكومة المركزية على شراء المعدات المصنوعة في الصين مائة بالمائة، إذا كانت على نفس مستوى الجودة وبنفس سعر المعدات المصنوعة في الخارج . قالت فابيان لون: “إن هذا الدعم ليس إجراء رسميا، ولكنه سينفذ في ميزانيات مالية بعض المدن والمناطق الصغيرة. بالإضافة إلى مبيعات المعدات، يصعب على الشركات الأجنبية المشاركة في السوق الصينية لصيانة وإصلاح معدات محطات المراقبة البيئية، حتى وإن كانت هذه المعدات مصنوعة محليا، لذلك نحن نحاول إقامة علاقات تعاون مع الشركات الصينية، التي ستشترك في مناقصات المعدات”.

أشارت فابيان لون إلى أن هناك عدة طرق لدخول الشركات الصينية في سوق معدات وأجهزة المراقبة البيئية: منها، استيراد وتسويق المعدات الأجنبية، أو استيراد المكونات الرئيسية التي تدخل في تصنيع المعدات المحلية، هكذا يمكن تقليل تكاليف. وأضافت: “على الرغم من أن الشركات الصينية تحاول إنتاج أجهزة محلية الصنع مائة بالمائة، سيظل من الصعب حاليا أن نتوقع المستقبل.”

(المصدر: الصين اليوم)

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا