بدأت هيئة البيئة في أبوظبي، بالتعاون مع شركة “توتال” تنفيذ برنامج مشترك لحماية أبقار البحر في مياه الدولة من خطر الانقراض، وذلك وفقاً لاتفاقية التعاون بين الهيئة والشركة لمواصلة تنفيذ برنامج الهيئة لمراقبة أبقار البحر ودراسة بيولوجيتها ومواطنها وتوزيعها الجغرافي في المياه الإقليمية للدولة، والذي ترعاه توتال منذ عام 1999.

وتزداد أهمية البرنامج في ظل وجود نسبة كبيرة من أبقار البحر في مياه أبوظبي مقارنة بالموجودة على نطاق العالم، الأمر الذي يجعل دور الدولة عامة، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص في حماية أبقار البحر هاما ضمن الجهود الإقليمية والعالمية المبذولة لحماية هذا النوع.

وتنفذ الهيئة منذ عام 1999 وبتمويل من شركة توتال دراسة حول أبقار البحر في الدولة ساهمت في التعرف على أبقار البحر ومواقع انتشارها، واستمرت دراسات المرحلة الأولى منها مدة أربع سنوات وتركزت على جمع معلومات عن توافر وتوزيع هذه الأنواع ووضعها وحمايتها في المياه الإقليمية للدولة، فيما توسعت دراسات المرحلة الثانية لتشمل النواحي البيولوجية والبيئية بجانب تركيبة المخزون لهذه النوع وتم تحديد المخاطر التي تهدد أبقار البحر من خلال التعرف على أسباب نفوقها، فضلا عن أسباب تدهور وفقدان الموائل بجانب جمع بيانات عن بيئة وبيولوجية أبقار البحر، بما في ذلك دراسة أنماط هجرتها وذلك من خلال تتبعها عبر الأقمار الصناعية، كما تم تحديد المناطق المحمية البحرية، وتعزيز التعاون الإقليمي المشترك بين الدول التي يتواجد بها هذا النوع من خلال مذكرة تفاهم لحماية أبقار البحر على المستوى الإقليمي.

وتعتبر أبقار البحر “الآطوام” الحيوان الثديي النباتي الوحيد المعروف والنوع الوحيد المتبقي من عائلته، ومدرج ضمن قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض، وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.

وتنتشر أبقار البحر في 48 دولة على الأقل وتواجد في المياه الساحلية والداخلية الأستوائية وشبه الاستوائية للمحيطين الهندي والهادئ وتتواجد نسبة كبيرة من أبقار البحر الموجودة على نطاق العالم في مياه الخليج العربي، إضافة إلى مناطق غرب المحيط الهندي بما فيها البحر الأحمر وساحل أفريقيا الشرقي.

وأكد الخبراء أن أبقار البحر تواجه تحديات جمة في مناطق انتشارها كونها الوحيدة التي تتغذى على الأعشاب والنباتات فقط ولهذا فإن الأنشطة البشرية في هذه المناطق تؤثر على الأعشاب البحرية التي تعد غذاء أساسيا لها الأمر الذي يؤثر سلبا على هذه الكائنات.

وأشاروا إلى أنه تم مؤخراً إدراج أبقار البحر ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الصادرة خلال العام 2009 تحت فئة “الكائنات المعرضة للانقراض” الأمر الذي يعرض هذه الكائنات لخطر الانقراض من البرية في المستقبل القريب. وتعهدت مؤسسة توتال التي أنشئت في العام 1992 بتنفيذ العديد من البرامج غير الربحية في العديد من المجالات بشكل خاص في مجال حماية التنوع البيولوجي البحري من خلال دعم إجراء بحوث وبرامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والنظم الإيكولوجية.

وتجسد المؤسسة في هذا المجال المعنى الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية للشركات وبناء الجسور التعاون بين قطاع البحوث والمؤسسات غير الربحية والشركات لزيادة وتبادل المعرفة لصالح الجميع، فيما تلتزم المؤسسة بتعزيز التواصل مع هيئة البيئة بأبوظبي من أجل مستقبل أفضل للإمارة، وتأتي مساهمتها في تنفيذ مشروع دراسة أبقار البحر في إطار دعمها لجهود الدولة لحماية الأبقار واتخاذ تدابير حاسمة للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة.

يذكر أن القائمة الحمراء لعام 2009 للاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة المهددة بالانقراض صنفت أبقار البحر على أنها عرضة للانقراض في المستقبل على المدى المتوسط حيث تضع اللائحة هذه الحيوانات المهاجرة في الملحق الثاني من القائمة التي تؤكد أن حماية هذه الحيوانات سيعود بالنفع على أنشطة التعاون الدولي المنظم من خلال هجراتها.

وكالة أنباء الإمارات

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا