لا يزال الوقود الهم الأول الذي يشغل أذهان العلماء والباحثين منذ عقود، في ظل شبح المخاوف الذي يطل برأسه مهدداً بنفاد مصادره الحالية .
يعقد الأمريكيون الأمل على عالم الأحياء الاصطناعية في جامعة رايس الأمريكية، رامون جونزاليز في الحصول على وقود نظيف في القريب العاجل، ما سيمكن البلاد من استقلاليتها فيما يتعلق بالطاقة، إذ يؤهله موقعه باعتباره مديراً لأحد برامج أبحاث الطاقة المتقدمة في وزارة الطاقة الأمريكية، لتحقيق أمنيات بلاده .
يعمل جونزاليز أستاذاً مشاركاً في الهندسة الكيميائية و الجزيئية البيولوجية، ونشر مقالاً في “مجلة العلوم” مؤخراً، ناقش فيه رؤيته حول تطوير تقنيات جديدة للتحويلات البيولوجية بغية إنتاج وقود محركات من الغاز الطبيعي . وتمثل رؤيته الأساس لبرنامج خفض الانبعاثات باستخدام الكائنات الحية المتغذية على الميثان “REMOTE”، والذي طوره جونزاليز وفريقه في “جامعة رايس”، ويشارك فيه 15 فريقاً علمياً بدعم يبلغ 35 مليون دولار .
وقدم جونزاليز وزميله روبرت كونرادو شرحاً وافياً لكل العقبات التي يجب التغلب عليها لتحويل الغاز الطبيعي الغني بالميثان والذي تنتجه الولايات المتحدة بوفرة هائلة، إلى وقود يحتفظ بسيولته في درجة حرارة الغرفة العادية، ومشابه للجازولين النظيف زهيد التكاليف .

يقول جونزاليز “نسعى إلى اكتشاف ما هو جديد ولم يسبقنا إليه أحد، اتجاهات جديدة تماماً من شأنها أن تغير خريطة المستقبل، وتعيد صياغة آليات التحول البيئي في الطبيعة، والغاز الطبيعي واحد من أكثر مصادر الطاقة في العالم ، بيد أنه حتى وقتنا هذا، لم تستثمر بلادنا في أبحاث التحويل الإحيائي للغاز الطبيعي إلا القليل” . ويفوق إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي إنتاج الدول الأخرى، إلا أن تحويله إلى وقود سائل من دون إهدار أغلب ما يحتويه من طاقة يتطلب الكثير من الأموال، بحسب جونزاليز، الذي يضيف “نحتاج إلى ملايين الدولارات لتزويد مرافق تقنيات تحويل الغاز إلى سائل المتاحة حالياً بالدعم اللازم، بيد أن الثمرة ذات قيمة اقتصادية كبيرة، فأسعار الغاز الطبيعي زهيدة، على الرغم من سوء سمعته فيما يتعلق بكفاءته كمصدر للطاقة وبانبعاثاته” .

ويقدم تحويل الغاز الطبيعي حلولاً أكيدة لمشاكل الطاقة على نطاق كبير، بيد أن تقنيات التحويل المتاحة حالياً تتسبب في إهدار نصف الطاقة وثلث الكربون الموجود في الميثان أثناء تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود مسال، وتترتب على ذلك بصمة كربونية ضخمة، وإذا ارتفع سعر الغاز الطبيعي، فلن تكون هناك جدوى اقتصادية من تحويله، بحسب جونزاليز .

ويهدف برنامج خفض الانبعاثات باستخدام الكائنات الحية المتغذية على الميثان REMOTE إلى حل هاتين المشكلتين بالحصول على أكبر قدر من الطاقة من الغاز الطبيعي بأقل مدخلات .

ويشير جونزاليز إلى أن الطريقة الأساسية ترتكز على هندسة الأنزيمات المنشطة لروابط الهيدروجين والكربون في الميثان، وهي الخطوة الأولى في عملية التحويل . وتتضمن هذه التلاعب بالخلايا الميكروبية التي تغير المواد على المستوى الجزيئي . يضيف جونزاليز “حاول الباحثون كثيراً القيام بذلك على مر عقود، واجتهدوا في ذلك واعتقد أنه أصبح وشيكاً في المستقبل القريب، وقد يكون في غضون 3 سنوات” .

 

أشرف مرحلي- الخليج

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا